أقول وبالله المستعان وعليه التكلان
المكرم (كوران) المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,,,
* وجدت مجموعة من الشباب في جلسة فقلت لهم : إن فلان قد مات ونريد أن نذهب ونشارك في الصلاة عليه وقبره فقالوا بصوت واحد: (رحمه الله ) وأخذ كل واحد ينظر للآخر فعرفت أنهم لا يريدون الذهاب معي بسبب أن هناك مباراة حاسمة يريدون متابعتها عبر الشاشة الفضية فهل يعقل يا (كوران) ؟
أن مباراة تشغلنا عن دفن رجل منا وفينا عاش معنا وبينا .
* جلست مع صديق في مناسبة وإذا بوجهه يتغير و يتمعر يدخل و يخرج ويتصل بجواله فقرأت من وجهه أن عنده مصيبة فسألته قائلا: ما الذي يقلقك؟ قال: يا أخي الأهلي!!!
فهو لايقصد أهله وإنما يقصد نادي الأهلي الذي تلقى هزيمة قاسية فهو من إجل ذلك تغير وجهه وكأن جميع أهله تعرضوا لحادث أو حريق. فقلت في نفسي(الحمد لله الذي فضلني على كثيرا من خلق تفضيلا).
فيا (كوران):
أيحق لك أن لا تشارك أخيك في فرحه أو ترحه بسبب أن فريقك يمنعك من ذلك؟
فهل فعلا أصبح فريقك همك الوحيد في هذه الحياة؟
(لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي)
يا (كوران):
أنا لا أحرم عليك تشجيع فريقك وإنما أدلك للأفضل ولراحتك في حياتك.
فأنني أحزن لحالك الذي أنت عليه الآن فلقد كنت مثلك أعشق تسحيبات (الغشيان) وأحب الفيلفوس (الثنيان) وأكره النصراويان (ماجد و محيسن الجمعان)فلم أستفد منهم شيئاً ولم ينفعهم حبي وكرهي لم يضرهم يا (كوران).
يا (كوران):
أتمنى أن تحيا زين وستزين حياتك إن أصبحت تعشق (هلال) رمضان و تخطط في (النصر) على الأعداء وتحرض على ذلك (الشباب)وتساعد جماعتك على (الإتحاد) و(الوحدة) في الكلمة و(الإتفاق) و (التعاون) على الخير وأن تكون (الشعلة) في ذلك ، كما أتمنى منك (هجر) المعاصي والإقبال على الطاعات وسترى (الفتح) من ربك فعلينا أن نبدأ بنفسي ونفسك و(أهلي) وأهلك فتصبح الراقي ومن هنا ستكون (حارس) للحق (مدافعا صلب) في وجه الباطل وذلك باستخدام المنهج (الوسط) (للهجوم) الكاسح ب(رأس الحربة) الناجح لتسجل (أهدافا رائعة) فتحقق (الفوز) والنجاح وتصعد بمجتمعنا إلى (منصات التتويج).
(انتهى الشوط الأول من هذه المباراة)
فنتركك يا (كوران):في استراحة ما بين الشوطين فشاهد الرابطان يا كوررران !!!
(فاصل ثم نواصل )
الرابط الأول:
الرابط الثاني:
المشهد الأول :من عاش على شي مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه فسؤالي الوحيد: هل تتمنى أن تموت وأنت تلعب؟ أم أنك تمنى أن تموت وأنت ساجد بين يدي الله تعالى.
المشهد الثاني:هذا رجل (تركي) الجنسية يصلي برجل واحده وصلاته هذه بعد أن صلى التراويح فلم يترك الصلاة وهو معاق بل هي نفل وليست واجبة وقام وكان معذورا لو جلس فكيف بك يا كوران ياصحيح العقل يا قوي الجسم تصرفك مباراة عن صلاتك.
الم تعلم أن الصلاة نور وأنها الصلة التي بينك وبين ربك وهي سبب نجاتك وسعادتك.
فكيف تهنأ لك حياتك بدون صلاتك!
وكيف يهنا لك عيشك بدون صلاتك!
انظر لقصة (ميمون بن مهران) يا كوران:
جاء إليه أهله في ساعة احتضاره يبكون:
فقال لهم: على ماذا تبكون؟
(والله ما فاتتني صلاة الجماعة خمسين سنة )
فأرجوك يا (كوران):
أن ترفعها من اليوم بأعلى صوتك من أعلى المدرجات وتقول: ( إلا صلاتي ما أخليها)
ففي قبرك لن تدافع عنك المباراة وإنما ستدافع عنك الصلاة وتقول( أنا عمله ...أنا من يشفع له)فإن صلحت صلح سائر عملك.
ومع بداية الشوط الثاني أقول لك:
يا (كوران):
يا من أحب الغرب وتعلق بهم وحفظ لاعبي برشلونة والريال والانتر ولم يحفظ العشرة المبشرين بالجنة فلبس فينلة ميسي فنسي ودخل بها المسجد وحلق تحليقة رونالدو وسخر كل جهده لمتابعتهم وتقليب قنوات الرياضة على ملعب (سنسيرو) أو (الكابنو) أو (سنتياقو برنابيو) في أسبانيا أو ملعب (وينبلي) لمشاهدة مراوغات ميسي أو تسديدات رونالدو أو تحركات اقويرو و تشافي فأقول لهذا المغرور:
هل تدري أن اللاعب البرازيلي (رونالدنيهو) يقول:
لو أعلم أن واحدا من العرب يشجعني لقررت أعتزال اللعب نهائيا.
(فإن كنت تدري فتلك مصيبة ** وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم)
وقفة يا (كوران):
قبل أن يطلق الحكم صافرته ليعلن عن نهاية هذه المباراة أتمنى أن تعرف:
- أنه خلال مباراة واحدة(٩٠ دقيقة) تستطيع أن تقرأ سورة البقرة كاملة , فكم مباراة شاهدتها هذا العام وكم مرة قرأت سورة البقرة!!!
- إذا أضعت ساعة واحدة كل يوم في مباراة فسيضيع من عمرك ٣ سنوات في الكورة.
- تستطيع أن تقول خلال مباراة واحدة فقط ١٠٠٠ مرة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير)
فتحصل على خمس جوائز أغلى من الذهب:
(كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)
وقفة يا (كوران):
يا مــــن زار ملعــــب الملز وله التزم ** زر الحـــــرم مره والتزم بالملتزم
يامن كان من زمان في ملعب الصبــان ** ذهب صباك وشيبك في رأسك بان
يامــــن تــــردد علـــى ملـــــعب الدره ** دور وطف على الكعبة ودمعك دره
نداء خاص للأخت كورانه :
أتمنى الاتصبحي مشجعة لفريق أو عاشقة للاعب فهذا لا يناسبك فلا تستمعي لنداء الشيطان وحزبه فإنهم لا يريدون لك خيرا بل يريدونك أن تلبسي الفنيلة والبنطال وتتشبهي بالرجال فالحذر الحذر أن تستجيبي لهم.
وقبل الأخير يا (كوران) !!!
هل تصرف وقتا لعبادة ربك كمشاهدتك للكورة؟
هل فوز فريقك يعتمد على مشاهدتك له؟
هل يعلم عنك فريقك أنك تشجعه وتسانده؟
هل تريد أن تكون يوم القيامة مع أصحاب الكرة ؟ أم مع السفرة الكرام البررة؟
أجب وفكر بعقلك !!! قبل أن يقال لك: ( أصحاب العقول في راحة)
وختاما يا (كوران):
لقد سددت إليك كرة قوية نوعا ما فأتمنى أن تستقبلها بصدرك لتسجل لك أهدافا ولا تتركها تمر أمامك فأني أعلم بأنك ماهر وتجيد ذلك (فالكرة في ملعبك).
عزيزي المحلل القارئ
بعد نهاية هذا اللقاء نتركك مع برنامجما بعد المباراة ) لتحليل هذه المباراة ضد فريق (كوران) .
م/ن