وسائل الإعلام ودورها المحفز للتدخين
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
فـــلاح المنصور *
إن المنع لإعلانات التدخين وماركاته المختلفة في أي من وسائل الإعلام لم يمنع شركات التبغ من الوصول لأهدافها، فإننا نجدها تطل علينا بما يعرف بالإعلان المغلف أو الإعلان غير المباشر .
وهو ما نراه في الأفلام من ترويج صريح للتدخين، فنجد البطل المثالي ذو الخلاق العالية والذي يدافع عن الحق ويرفض الظلم يمسك بالسيجارة ويدخنها وكانها جزء من الصورة (الحق، العدل، الخير) مما يوحي بان السيجارة لا تتنافى مع هذه القيم . لقد أثبتت دراسات سابقة أن المراهقين عرضة للوقوع في الإغراء، ولا شيء يغري شاباً مراهقاً من رؤية فتاة مثيرة تدخن بطريقة ايحائية وكأنها توحي إليه بغريزة قريبة من تفكيره وهي غريزة الجنس لتكتمل الصورة الخاطئة في ذهن الشاب، وهذا الأمر هو نفسه لدى فتاة مراهقة تشاهد شاباً يدخن .
أما فيما يتعلق بالتركيز ورؤية المحقق البوليسي أو العالم أو الشاعر وهو مستغرقاً في التفكير ويمسك بالسيجارة فهذه صورة ساعدت الأفلام والمسلسلات على ترويجها ولكن دعونا نفكر سوياً، فالمدخن معروف أنه سريع التعب بسبب تأثير التدخين على الجهاز العصبي والعضلي، والتدخين يسبب ضيق وتصلب شرايين المخ الذي يقلل وصول الدم إلى المخ إذا العمليات العقلية أبطأ وبالتالي التركيز أقل، أضف لذلك لم أجد مدخناً إلا ويشكي من ضعف الذاكرة، وفي دراسات متخصصة ثبت أن مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب المدخنين أقل من غيرهم . نحن بحاجة للحديث مطولاً مع أبنائنا الشباب، وبحاجة إلى تكاتف مؤسسات المجتمع المدني ورموزه وقادة الرأي في المجتمع لخلق المزيد من الوعي لدى جمهور الشباب.