الوطن بإنسانه
قبل أن يكون بثرواته الكامنة تحت أرضه
و قبل أن يكون أيضا بعماراته و طرقاته
و مادياته الماثلة فوق أرضه
الوطن دون إنسان فاعل مؤثر أيا كان ظاهره الشكلي
و أيا كان طلاؤه الشكلي زاهيا و جميلا
الوطن دون ذلك الإنسان
ليس أكثر من متحف إصطناعي يجسد ظلاله الحقيقية
إلا أنه لا يقدر على تحريكها
الوطن دون إنسانه يقضم اليتم
و الوطن دون إنسانه يعيش الغربة
و غربة الوطن داخل أهله هي أقسى
و أسوأ مراحل اليتم و الغربة
و غربة الوطن داخل أهله حين
لا يلقى من بينهم من يمد له اليوم ليعطي
و يمد له الساعد ليبني
و يمد له جسرا جسورا من القوة ليحمي
حين لا يلقى من بنيه إلا من يأخذ دون مقابل
دون ضريبة يدفعها من عرقه و دمه
دون إنتماء خلاق يستثمره علما و عملا و كسبا في معركة البناء

و قبل أن نسأل :-
ماذا أعطى لنا الوطن ؟!

قبل أن نطرح هذا السؤال
فإن علينا أن نتساءل في وعي و جدية

ما أعطينا للوطن ؟ كي نأخذ منه ؟!

و بقدر ما نعطي يكون الأخذ

هكذا تكون المعادلة عادلة
بين الوطن و إنسانه

و إن أعطينا و لم نأخذ فهناك خلل يجب حله
دون المساس بأمنه


يقال :
ثلاثة تجلو عن القلب الحزن
الخضرة و الماء و الوجه الحسن

فهذه سوريا بمائها و خضرتها و جمال خلقها
لم يجلى حزنها
فقد إختلط ماؤها
بدماء شهدائها
و يبست خضرتها من رائحة الموت
و تشوهت الوجوه بندبات العذاب

لذلك يصح ما قيل في العصر الحديث :

واحد يجلو عن القلب الحزن الأمن للإنسان في عصر الفتن





ربي إحفظ هذا البلد آمنا مستقرا
و سائر بلاد المسلمين






تحياتي و تقديري