تابع ...
حتى كانت معلمة الرياضيات .
هذه السيدة رسمت داخل قلبي معنى المعلم .
وعلمتني كيف يستطيع أن يصنع طالباً.
هذه المعلمة
التي أتشرف أن أكون لها جارية فهي لم تعلمني حرفاً بل صنعتني شخصاً
هذه المعلمة
لو أستطيع لبحثت عنها في أي بقعة من الأرض تسكن لأقبل قدميها
هذه المعلمة
هي التي أكتب عنها ودموعي تنحدر من سويداء قلبي
كانت لا كبقية النساء
مخلوقة من البشر لها قلب ملائكي النبض
الحكاية طووويلة .
الي وراه نفعة يروح لها لا يحملني وزره .
كنت كعادتي في الفصل جثمان صامت لا يتحدث أبداً
ولا أحل الواجب كل ما أفعله هو كتابة الدرس مع المعلمة حرفا بحرف
يعني تضع الطبشورة أضع قلمي .
والحصيلة كما تقول نبش فراخ .
أكيد .
عيني تتسمر على السبورة ولا أنظر في الدفتر يطلع السطر وينزل وحرف يكتب و نقاطه على الآخر .
لا تضحكوا ! بعد ذلك علمت نفسي الخط يعني... أصبح خطاً مقبولا
المهم .
جميع الطالبات كن يحللن الواجب من طالبة متفوقة .
يجتمعن صباحا عليها كالنحل على الملكة .
الا أنا !
وحين تسألني المعلمة لماذا ما نقلتي من زميلتك ؟!
أقول لها : ما الفائدة اجيب لك دفترها !
كانت تضحك أحياناً و تضربني أخرى .
حتى جاء يوم ...
كانت قد حدثت لنا حدث بالمنزل اختل منه توازن الخلية .
وكعادتي شربت الحزن كالإسفنج.
دار حوار السؤال عن الواجب ..ووقفت اليوم معي زميلة أخرى
لكن المعلمة لم تضربها وضُربت وقتها قلت للمعلمة لماذا ؟!
لم تبرر لي .
صرخت باكية ومجادلة
لاول مرة أرفع صوتي وخصوصا على تلك المعلمة!!
بعد ذلك عرفت لماذا علمتني الأيام
ف- تلك الفتاة كانت جميلة الخط ذات دفتر فاتن .تهتم به حبا في المعلمة -
أشرت لذلك وامتنعت عن مد يدي .
طردتني المعلمة من الفصل للإدارة
فصرخت ..
لن أخرج الفصل ليس بيتك !
كررت ..
فخرجت
- والطريف الذي لم أذكره هو أني وجميع الطالبات نحب هذه المعلمة لأنها حسنة الخلق ومنتدبة بدل معلمة طآآآآآآغية !-
رفضت الخروج للإدارة وأمضيت الحصة في الفناء .
أذكر كانت أطول حصة في حياتي .
اليوم الثاني كان يوم النشاط وكنا نختار النشاط حسب المعلمات .
يعني الشديدات الكل يرفض نشاطهن ونختار من قريبة لقلوبنا منهن .
كنت عندها ولم أذهب
أرسلت لي لكن لم أذهب .
يوم السبت قدمت الي حيث طاولتي وجلست عليها بعد أن استأذنت
قائلة :
أ أجلس أم ستقولين ليس بيتك !
ثم تبسمت قائلة:
وكنت أقول للمعلمات الطالبة الصامتة يعجبني أدبها في الفصل
ما حدث لك لتنفجري بي ؟!
(هي لم تعلم .. أن كارثة كانت قد حدثت لنا بالمنزل ..ولم تعلم أن لها مكانة فريدة بقلبي )
وأكملت حوارها ..
لـمَ لـمْ تحضري النشاط ؟!
أطرقت خجلا .
استطاعت تلك المعلمة استعادة ثقتي بها وكنت لا أفقه في الرياضيات أمر .
حولتني بفضل الله أفضل حتى من النحلة_الطالبة التي كن ينقلن منها - .
أصبحت أحدق في السبورة وألتقط سر المعادلة .
وكانت تجزل لي الثناء .
بنت الإنسان داخلي من طالبة كل عام ملحقها الرياضيات إلى
لأولى في الرياضيات .
مديحها جعلني أحسن الظن بي فأصبحت من المتفوقات .
هنا لنلتقط العبر :
*لا يوجد الطالب الغبي أظن هناك طالب لا نصل لمفاتيحه فيكون بليداً
*قد يكون خلف انتفاضة الطفل حدث هز كيانه فلا بد أن نصل للسبب.
*لنغير لا بد أن نصل للقلوب ..
التقطتني معلمة الدين وكانت تحمل نفس الاسم .
هذه لم اتكبد العناء معها فكانت تناديني بالشيخة
كان لتفسيرها القرآن سحر عجيب حين تحلق بنا تشعرنا أننا نجول في أزقة المدينة والقرآن يتلى على السنة الصحابة .
كنت اعود من المدرسة لذلك الشيخ لأخبره حصيلة يومي واستزيد منه لغدي .
مع معلمات الدين كنت كالمعلمة التي تتابع بفطنة وفهم
فالفاهمة منهن تقدرني و من تمتهن العمل تغار وتهمشني
معلمات اللغة
أحب النحو لكني لا أجيده كثيرا
أتميز مع معلمته المتميزة لكن لم يحالفني الحظ بالمرحلة المتوسطة كثيراً
بصيص منه مع معلمة العربي المصرية التي كانت تركز على الإعراب
والسودانية التي كانت تفسح لي لألقي القصائد وأتفنن في شرح الأبيات
والخواطر .
أشرقت شمس اللغة فبهرت بصري
على يد علم
لغوي
كانت معلمة سعودية
ولولا خصوصيتها لصرحت باسمها
فهي الشمس التي لا تحجب أبداً
رتبت اللغة فشربت النحو منها صافياً
كانت المرحلة الثانوية صياغة لعقلية شبه ناضجة
من الناحية الروحية
داعيتين من المعلمات غرستاً حب الدعوة داخلي
كانت إحداهما أقرب لي
حيث كنت أشاركها المحاضرات وأنقل لها صور لمشاكل الطالبات
فقد كنت قيادية بين رفيقاتي
وقفت بجانبي كثيرا هذه المعلمة
فكانت تمدني بالكتب والأشرطة الدينية
وكنت حين أتناقش معها تستمعني رغم
رجتي لها بأسئلتي الكثيرة
وصعوبة إقناعي حين تختلف معي
فأصر أن أثبت لها صوابي المنبني على المذاهب الأربعة وبقية المجلدات
فكانت تسعد لذلك
فقد تعلمت بإصرار لا يعني محبتي وتقديري لأحد أن أسلم بتبعيته أبداً
إلا لو التقت القناعات على رأي واحد
كانت تستمع لهمومي حين أبثها وهي مطرقة
تشخبط بالقلم
ثم ترفع رأسها وتتنهد وتقول :
- التقيتها قبل عام ف تنهدت وقالت : ثقي أن غداً يوم أخر -
انتهت الثانوية ...يتبع