همسات لأهل البلاء
في الحياة الدنيا مصائب ورزايا.. ومحن وبلايا.. متاعب جمة.. وشدائد ملحة.. آلام تضيق بها النفوس.. ومزعجات تورث الجزع.. وخواطر وأفكار تجلب الهم والغم.. تضحك وتبكي.. تجمع وتشتت.. شدة ورخاء.. سراء وضراءولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونباو أخباركممحمد:31الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم أحسن عملاالملك:2وهكذا تغلب الأقدار من لدن حكيم عليم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى
ولأجل التذكير بفرج الله ومشاركة لاخواننا المهمومين وبقصد التخفيف من آلام المنكوبين وبث روح التفاؤل والأمل في النفوس تأتي هذه الهمسات
همسات لليائسين الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم
همسات لمن غشيتهم نيّر الزمان ونوائب الدهر..
همسات لمن أشتدت عليهم الغموم وحاصرتهم الهموم.. لا تيأسواولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرونيوسف:87
آن أن تداووا الشك باليقين ومرارة الأسى بحلاوة الرضى.. آن أن تتبعوا منهج الله الذي لا منقذ غيره من الشقوة والعذاب والحيرة والاضطراب.. آن أن تتعبد القلوب باليقين بقدر الله القائلقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنونالتوبة: 51
ما قُضي كان.. وما سُطر منتظر.. وكل شيء بسبب.. ولن يجد عبد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن لخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبهما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأهاالحديد:22*********
إن وراء كل نجم يبزغ وكل برعم يترعرع.. قدر الله..
إن وراء كل نبضة قلب وكل خلجة عين.. قدر الله..
أن وراء كل حي يولد أو يموت في هذا الكون العريض.. قدر الله..
ولولاه ما كان شيء ولا يكون.. فكل شيء بقضاء وقدر.. والكل في أم الكتاب مستطر والله لا يضع أمرا إلا في موضعه إنه حكيم عليم
ما حدث مؤلم يحل إلا بحكمة الله لتتعزى النفوس وتظهر الحقائق ويميز الله الخبيث من الطيب يبتلي عباده المؤمنين ليستخرج عبوديتهم وذلهم وافتقارهم إليه إنه حكيم عليميقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: لقد تركتني هؤلاء الدعوات ومالي في شيء من الأمور كلها أرب إلا في مواقع قدر الله وكان كثيرا ما يدعو اللهم ارضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته ولا تأخير شيء عجلته
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كانت حياته كفافا لم يعرف الدور ولا القصور لم يعرف لذة المناكح ولا متعة الأبناء ومع ذلك يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرةالدنيا بكل همومها وغمومها فيها جنة.. إنها الجنة حينما يعيش الإنسان في كنف الإيمان باللهتأمل يا من أحسست بالضيق والهمتأمل كلمات المحبين للهتأمل أخبارهمفسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه*********
فيا كل مبتلي.. وطّن نفسك على المكروه تهن عليك الشدائد, فالدنيا سجن المؤمن والجنة حفت بالمكاره, يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: من خلقه الله للجنة لم تزل هدايا الجنة تأتيه وهي المكارةإذا ألمّت بك الخطوب وتكالبت عليك الأيام وأحاطت بك دوائر الإبتلاء فاقطع العلائق بأسباب الأرض وفر إلى الله وارفع أكف الضراعة إليه وألق كنفك بين يديه فلعله يصادف أوقات النفحات وساعات الإجابة فالله قريب مجيب حيي كريم, كل يوم هو في شأنمن الذي دعاه فما لباه؟من الذي سأله فما أعطاه؟من الذي لجاء اليه فما كفاه؟أما كفى إبراهيم الخليل وقد ألقى في النارأما أنجى يونس من لج البحارأما كشف الضر عن أيوبأما رد يوسف إلى أبيه يعقوبسبحانه لا إله إلا هو الصمد الغني عما سواه وكل ما سواه فقير محتاج إليه.. النواصي بيده والخلائق في تصرفه والمقادير في قبضته والأرزاق بيده ما كان لك أتاك على ضعفك, وما كان لغيرك لم تنله بقوتك, ورزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص, ولا يرده عنك كراهية كاره, وما دام الأجل باقيا كان الرزق آتياله الحكمة البالغة في عطائه ومنعه فهو سبحانه لم يمنع أحدا شيئا من الدنيا إلا لحكمة بالغة وتقدير سليم يدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلمإن الله إذا أحب عبدا حماه عن الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيه الماءوعن بعض السلف قوله: إن منع الله عبده من بعض محبوباته هو عطاء منه له لأن الله تعالى لم يمنعه منها بخلا وإنما منعه لطفا*********فيا أصحاب الحاجات.. أيها المرضى.. أيها الأيامى.. أيها المكروب والمظلوم.. لتعلموا أن ما أصابكم إنما تم بعلم الله وحكمته والعاقبة للمتقين فلا يأس ولا استسلام وإنما دفع لقدر الله بقدر الله وفرار من قدر الله إلى قدر الله مع ثقة بوعد الله وجزم بقرب الفرج من الله فإذا قضي الأمر ولم تنفع المدافعة وجب التسليم مع رجاء الخير العظيملا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكمالنور:11وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمونصدق الله العظيم*********





رد مع اقتباس