ولدت هذه الأبيات عام 1420 هـ ؛ في معالجة قضية هي بمثابة الورم في منطقتنا ،
والأرَضَة تنخر في بيوتنا .. إنها قضية القات ، التي يشهد بضررها آكله ..
كنا نقول : هي ابتلاء ، ولكنها استشرت لتصبح آفة ، ومرضا يجب محاربته ..
والآن هي فساد ظاهر ، ونتن طائر ، ما عاد يمنعه سد الشرفات ، ولا رش المعطرات ..
ويكفي الطوابير التي تقف في الجمارك ـ حسب ما سمعت ـ غُدوَّا ورواحا ..
أخرجها القات من بيوتها ، حرمها وحرم أهلها .. لذَّة اللقاء ، وأنس الاجتماع ..
أفي العيد يخرج رب بيت باكرا نحو اليمن ؟!
فبأي عيد يعود العيد على زوجهِ وأبنائها ؟!
وأي نشء ستخرجه المنطقة وأباؤهم أحياء أموات ؟!
للأبيات التي ستقرأونها قصة .. ولا بد أن أذكرها باختصار ..
كي يهدأ من اشتطار ..
القصة : في مرحلة الجامعة غبت عن قريتي سنتين .. ثم أتيتها في موكب
من الشوق لزملائي وأصدقائي .. كان اجتماعنا المعهود إما في الملعب أو على جدار متهالك ..
لم أجد أحدا .. سألت .. فأجابني من صعقني أنهم طاحوا في القات ..
في عهدنا ما كان يأكل القات إلا القلَّة ، وكان يشار إليهم بالبنان ،
خاصة طلاب المرحلتين الثانوية والجامعية ..
وبعد أسبوع من الملل .. اخترت أن أذهب إلى مجلس الأصدقاء .. دخلت المجلس .. فوالله منهم من رحب ، ومنهم من كان فاترا باردا لا يعي بمن حوله ، على حد قوله : ( ماسكة غلط ! )
ليست المشكلة هنا .. بعد مرور عشر دقائق تقريبا أراد أحدهم الانصراف من المجلس ..
وكان في الزاوية أحد الأصدقاء ؛ ممن أعرس قريبا ، لم يمض على زواجه شهر ..
قال : يا فلان ..بالله خذ هذا الريال ، واشتر لأهلي خبزا ، وضعه بجانب الباب !!
ومن الذي سيخبر زوجته أن الخبز بجانب الباب ؟!
لا جوالات يومها .. قال له : اطرق الباب ثم ضعه بجانبه !!
القصيدة في المشاركة التالية بإذن الله تعالى ..