بالهمة العالية، والعزيمة الصادقة، والإرادة القوية يعتلي المؤمن قمم المعالي، ويمتطي المكان العالي،
وينال أعظم الكرامات، وأجل المكرمات، من سعادة في الدنيا، ونعيم في الجنات، وكيف
لمؤمن أن يتأخر عن كل ذلك، وقد تجلت له الفضائل الكبيرة، والجوائز الباهرة؟
{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا
بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}
(سورة الحديد:21).
ومن ذلك الفضل العظيم ما جعله الله تعالى لمن حج أو اعتمر
يوم أن يذهب ذلك الحاج وقد أثقلته الذنوب، فينتهي من حجه وهو نقي لا يحمل وزراً، طاهر لا يطوي شراً،
بل يعود وقد كتب في صحائفه (كيوم ولدته أمه)..