قد لا تعودي !.
مر عام ..
ولا زلت أذكر تلك اللحظات .
وحتى أشتم رائحتها .
لا زلت أذكر يومها .
سار بي ذلك السرير في دهاليز المستشفى وهن يغطين وجهي بوشاح أبيض .
استلبنني كل شيىء .
ولم يكن حولي غيرهن .
حاولت نزع الغطاء ..
حين اجتذبته منها ,حدقت بي مستنكرة !
ليقول لها خبير البنج ..دعيها بصوت مرتفع .
حينها كنت أستمع أهازيج أمي حين كنت صغيرة ,
وهي تهدهدني لأنام .
وصوت والدي –رحمه الله –حين يستقبلني .
وأصوات إخوتي حين يقاسموني الحياة .
وصوتا كنت أحتاجه بشدة لكنه رحل دون صدى .
كانت الغرفة خاوية ..
إلا منها ومنه .
كنت أبحث عن يد أتشبث بها .
فلم أجد ..
أخذ البنج يسري في جسدي ليستلب روحي .
وقتها ...
كنت أحادث روحي هل صدقوا قد لا أعود !!؟
شعرت بيدٍ تمسك يدي ,
لتغرس بها إبرة .
ولكن لا أدري لماذا ..؟
كنت أريد أن أتشبث بها لأعود .
لا أعلم لمن !
أكانت لطبيب أم لخبير البنج ..؟لكنها كانت يد رجل .
لذلك لم أتشبث بها .
ر غم أني كنت أتمنى أي شيء لأتشبث به .
ورغم أني لا زلت أشعر بذلك الإحساس..
أن تشعر أنك ذاهب وقد لا تعود ..
أن تشعر أنك تحتاج أي كائن من عالم الموجود .
لينتشلك من عالم قد يكون للفناء يقود .
لكن شكراً لتلك اليد .
فقد منحتني بعض الأمان حتى غبت عن الوجود ,
شعرت معها أني طفلة صغيرة.
تحتاج من يقودها لتعبر شارع الخوف .
كان يوماً قاسياً .
لاأذكر تأريخه
لكن هذه الورقة سقطت
8/12/1432