لا يكاد يمر يوما ً إلا ونسمع فيه تعريضاً بمعلم أو نقداً لآخر عبر وسائل الإعلام حتى أصبح المعلم شماعةً لأخطاء وتقصير الآخرين , بل ويرى فيه البعض سببا في ظهور الفكر التكفيري وانحراف فئة من أبناء الأمة المتأثرين به وهو ما دعى الكثير من المتشدقين عبر وسـائل الإعلام إلى النيل من المعلم وتجريحـه في كثير من الأحيان بل وتحميله مسؤولية انحراف تلك الفئة وتطرفهم متجاهلين دوره الريادي في بناء الأمة وجـهوده المضنيـة في تربيـة النشىءِ وتعليمهم وهو ما افقـد المعـلم هـيـبتـه واحترامه. فبعد أن كان المعلم من خيار الناس وصفوتهم يحظى باحترام وتقدير طلابه ومجتمعه أصبح مهمشاً تُسخرُ قدراته وطاقاته وأفكاره لخدمة المسئولين سواء كان في سلك التربية والتعليم أو الدوائر الحكومية الأخرى دون شكرٍ أو عرفان , حتى أصبح المعلم يحمدُ ربه إن حظي منهم بنظرةِ رضا أو بسمةٍ خاطفة رغم الفارق الكبير بينه وبين ذلك المسئول.
[مؤهلا وعلما وسعة في الأفق وغير ذلك من المعايير المنطقية للمفاضلة.]
فما هي يا ترى الأسباب ؟000 ومن المسئول عن ذلك ؟.
ولعلني لا أجانب الصواب والحقيقة إن قلت أن وزارة التربية والتعليم قد أسهمت بنصيب الأسد في تهميش المعلم , بل وأفقدته مكانته وهيبته واحترامه فضلاً عن هدر حقوقه وانتهاكها. فأصبح لقمة سائغة , ومادة دسمة يجد فيها المتباكون فرصةً للظهور والاستعراض.
وقد سمعت تصنيفاً يتناقله الوسط التربوي والتعليمي ينسب لأحد الوزراء في وزارة التربية والتعليم لم أجد للمعلم فيها مكاناً !! حيث يُعتبر المشرفين صفوةُ الصفوة ومديري المدارس هم الصفوة.. فأين المعلم يا معالي الوزير؟ ... وهل غابت عنكم المحاور الأساسية للعملية التربوية والتعليمية ؟ والتي لا تجد فيها للمشرف والمدير مكاناً,,{ الطالب ــ المنهج ــ المعلم }.
إضافة إلى ذلك فقد حرصت الوزارة على هدر حقوق المعلم في ظل هيكلةٍ قاصرةٍ لا تلبي اِحتياجاته فكان الفشلُ مصيرها .
ومن هنا أتساءل : أليس المعلم هو أحد المحاور الأساسية في العملية التعليمة ؟,,, وإذا كان كذلك .. فلماذا تتجاهلون حقوقه المشروعة ؟وتغضون عنها الطرفِ !! وتصمون عنها الآذان؟؟.
فالمعلم شأنه شأن بقية العاملين في الدوائر الحكومية والأجهزة الأخرى يحمل تطلعات وآمال ويسعى لتحسين موقعه الوظيفي من خلال هيكلةٍ تنظيميةٍ تحقق له طموحه , وتحفظ له حقوقه , وتولد فيه الشعور بالأمن ( الأمن الوظيفي ) وتسهم في خلق جوٍ من التنافس الشريف في الميدان من شأنه تحسين الأداء ورفع مستواه. فهل من منصف؟؟ وهل من مجيب؟؟؟؟
وبالله التوفيق. ,,, والله من وراء القصد.
(( منقول ))