[1]

قُلوبٌ أَعلَنَت عِصيانَها لِلأديَانِ السّماويّة ..

أعلَنَت أنَها لا تُؤمِنُ بالبِدايةِ ،

و لا تأبهُ للنِهايةِ ،

و أنّ سِرَّ الخَلقِ – فِي قامُوسِها –

قُضاةُ محكمةٍ تفتيشيّة .. !

ثُم حينَ وَجدَت نفسَها ترفُضُ نِقاشَ الآخرينَ ،

بررت رَفضها – لا بحقيقةِ الحُجّةِ الواهيةِ –

و إنّما بالحُرّيةِ الشخصيّة .. !

و أيُّ حُرّية " ! "


[2]


و قُلوب صَمّاء لكنَها تُجيدُ الكَلام ..

قُلوب يعودُ نَسلُها إلى كِسرى أنُوشروان ..

تعتقدُ بأنَها – بامتِلاكها الحُكم و السُّلطة و المال –

قد أدّت واجباتِها نحوَ رعيّتها ..

و أن ليسَ في الإمكانِ ..

أبدَعَ مِما كان .. !

تعتقدُ بأنَ الموتَ حليفَها ،

و بأنّ التاريخَ سيذكُرُها حتّى فناء الأزمان ..

مسكينةٌ ؛ لا تعلمُ بأنّ التماثيلَ يعلُوها الصدأ ..

و أنّ الكلماتِ يعلوها الصدأ ..

و أنّها ستلعقُ غُبار الندمِ ،

و لكن ، بعدَ فواتِ الأوان ..

و هَيهات " ! "


[3]


و أُخرى أدركَتها الشيخُوخةُ بعدَ عُمرٍ طويل ..

إلا أنهَا لم تصل بعدُ للحكمةِ ،

لَم تفهم الحياة ،

لَم تُسامِح ، و لَم ترتدِ مُسوحَ الرُهبانِ رُغم اللِحى البيضاء ..

قُلوب لم يورِثها الكِبَرُ سوى ..

ضيقٍ في الأُفقِ ، اجترارٍ – لا يملُ – لذكرياتٍ باليةِ

مع كثيرٍ من مصمصةِ الشِفاه ..

و تمتمةٌ بأنّ : " هذه الأجيالُ الجديدة لا تستحقُ العناء "

و أن ماذا أهدانَا الزمَنُ سِوى ..

آلامِ المفاصِل ، و الدِّماغِ ، [ وَجَعُ القَلبِ ]

و مَزيدٍ مِن الشقاء .. ؟!

زَمَنٌ يلُوكُنا بالبَلاء " ! "


[4]



و انضمّت – رسميًا – إلى قبائلِ الغيلان ..

أصبحت لا يُحركها سِوى شهوةِ الشرِّ ،

أصبحت تعتقدُ بأنّها سيفُ القَدَر .. !

و أن إراقتهَا للداءِ تطهيرٌ واجبٌ لا يجدُر أن توقفهُ دموعُ الضحايا ..

و لا أمر قاضٍ صَدَر ..

قُلوبٌ تفخرُ بأنّها مُجرمةُ حربٍ ..

و أنّها تستبيحُ أرواحَ البَشَر ..

إنها ساديةُ جلّادي البَشَر .. " !


[5]


و هُناك قُلوبٌ جدُّ بارعة ..

في رسمِ تعبيراتٍ كثيرةٍ زائفةٍ ..

و في ارتِداءِ الأقنِعة ..

تُمطركَ بعباراتِ الثّناءِ ، و الإعجابِ ،

تُلهب الأكُف بالتصفيقِ ..

بينَما تصدحُ مِن خلفِك بسُخريةٍ لاذِعة ..

قُلوبٌ ماهرةٌ في الكذِب ..

حتّى لتظُن أنها أرواحٌ رائعةٌ ،

مُمتعة .. !


و َتخفَى عنكَ الحقيقةُ المُفزعة " !

منقول