فــن الــنصيحة
كــان لــي صــاحب يـــتقن فـــن الـــتلميح
ممـــزوجاً بـــشيء مـــن الـــترويح
وكــان يـــحمل هـــم الـــنصح لــكل مــن يـــلقى ، فــإن خــاض الـــناس فــي لـــغو الـــحديث أخــرج قـــصيدةً فقـــرأها،
وإن ذكـــروا غـــائباً ســـبح الله واســـتغفر
وإذا احــتدم الـــنقاش تـــذكر قــصةً فــرواها
وكــان إذا أراد أن يـــعلمني أمـــراً ســـألني فـــيه
وكـــانت لــه فـــنون فــي الـــتذكير لـــطيفةً
وأســـاليب فـــي الـــعتاب ظـــريفة
أرســل لـــي مـــرة وقـــد انـــتصف اللـــيل
رســـالة هــــاتف يـــقول فـــيها :
أبـــا بـــدر مـــن الـــقائل :
وأخـــير مـــنها ركـــعتين بـــالأسحار
لا طـــاب نـــوم اللـــي حـــياته خــسارة
وكـــان يـــريد مــنها تـــحريك الـــمشاعر
لا مـــعرفة اســم الـــشاعر
وكـــتب لـــي مـــرة عـــاتباً عـــتاب مـــشتاق :
أبــــا بـــدر أيـــهما أصـــح فـــي اللــغة
(هـــلا زرت أخــاك أم هـــلا زرت أخـــيك)
فقــلت لـــه وقـــد فـــهمت مـــغزاها:
الـــصحيح عـــندي ( أخـــاك )
لأنـــها مـــنصوبة بـــالفتحة الـــظاهرة
فـــي الـــقلب ومـــسبوقة بـــالظرف الـــمقدر
فـــي مـــحل جـــزم بــالتبرير
نـــيابة عـــن الـــتقصير
والـــتلميح والـــتلطف فـــي الـــنصح
مـــنهج تـــربوي نـــبوي يـــسلكه الـــمصطفى
عـــليه الـــصلاة والـــسلام وهــــو أولــى
مـــن الـــتصريح إن كـــان كـــافياً عـــنه
ومـــؤدياً إلــى الــغرض مـــنه
ويـــبقى الـــرفق واللــين والـــرغبة فـــي
الإصــــلاح والـــخير أداة مـــن أدوات
الـــتغيير وقـــاعدة مـــن قــواعد الـــتوجيه
بـــقلم / يـــاسر الــحزيمي