حصة الفهد :

يعتقد بعض الناس أن أسباب الاكتئاب هي نتائج لمشاكل نفسية وعاطفية فقط ولكن في الحقيقة أن لها علاقة كبيرة بطبيعة ونوعية الغذاء الذي يتناوله الشخص, وكيف أن هنالك أشخاص يعانون من نوبات بكاء وقد يفكرون في الإنتحار تغيروا بتغيير نظامهم الغذائي. فأحيانًا ما نحتاجه هو قليل من الوعي وقليل من التغيير.

فهل هناك أطعمة تشعرنا بالفرح؟

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

قال باحثون صينيون في دراسة علمية إن هناك عشرة أطعمة تمنح الإنسان شعورا بالسعادة، هي: الأسماك – الموز – ليمون الجنة (البامبلموس) – خبز القمح الصلب – السبانخ – الكرز – الثوم – القرع – الحليب منخفض الدهون – الدجاج.

وجاء في الدراسة أن هذه الأطعمة لا تمنح الإنسان قدرا كافيا باحتياجه اليومي من الطاقة فقط لكنها أيضا تمنحه شعورا بالسعادة وتساعده على مقاومة الاكتئاب الذي يعتبر مرض العصر.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وقالت الدراسة إن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من البحار يبدون أكثر سعادة من أولئك الذين يعيشون في المناطق الداخلية خاصة الجبلية, ويرجع ذلك جزئيا إلى تناولهم الكثير من الأسماك ذلك أن الحامض الدهني (أوميجا3) الموجود في أسماك أعماق البحار يحتوي على نفس وظائف العقاقير المضادة للاكتئاب ويساعد على تهدئة الأعصاب ويزيد من إفراز هرمون سيروتونين.

وهذه الأطعمة تحتوى على الـ “tryptophan” وهو حمض أميني يزيد من السيروتونين.

ومادة تريبتوفان Tryptophan، هو مادة كيميائية موجودة بشكل طبيعي في المخ والجسم.

يمكن تناول أطعمة معينة تزيد من مستويات السيروتونين يؤدي إلى تغيرات في المزاج الإيجابي. وتايروسين tyrosine ـ أيضًا ـ، كلاهما مهم في صنع الدماغ للمركبات الكيميائية الناقلة للرسائل العصبية، وفي أداء مهام أخرى. مثل: سيروتونين serotonin، أو مركب الشعور بالصحة والقوة والنشاط والتخلص من الاكتئاب. ويحسن من الصحة النفسية ويقاوم الاكتئاب ويشعر الإنسان بنوع من المقاومة الذاتية والمناعية ضد المسببات العضوية للاكتئاب بل ويشعر الإنسان بنوبة من السعادة والضحك. ومركب دوبامين dopamine، أو مركب الشعور باللذة والرضا والسعادة. ومركب أدرينالين أو مركب التركيز والانتباه وقوة التحفز. ولكل نوع من الأحماض الأمينية مصادره الغذائية التي تبعث الشعور بتأثيراتها.

ومن هذه الأطعمة:

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

1- الزبادي: يعتبر الزبادي مصدر كبير للبروبيوتك الذي يساعد على تعزيز جهاز المناعة ومحاربة البكتيريا السيئة وهو غني بالكالسيوم والبوتاسيوم الذي يرتبط دائما بتحسين حالة المزاج. ولا مانع من إضافة بعض حبات من التوت للحصول على دعم مضادات الأكسدة.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

2- الحبوب الكاملة: مثل: الرز البني أو الخبز الأسمر وخبز النخالة. يمكن رفع معدل الكربوهيدرات من الحبوب الكاملة. وهذه الأطعمة غنية بحمض الفوليك الذي يرتبط دائمًا بالسعادة والفرح. وغنية ببعض المعادن المهمة مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم، ويكون له فائدة أكبر إذا تم تناولها مع فيتامين ب المركب، حيث تفيد تلك العناصر الغذائية في المحافظة على سلامة الجهاز العصبي ويعطي إحساسًا بالهدوء ومعالجة حالات الاكتئاب والقلق والحزن والإحباط، والإضطرابات العصبية. ولعلّ هذا يؤيد إحتواء أنواع كثيرة من العقاقير المضادة للإكتئاب ضمن تركيبها على دقيق القمح الكامل.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

3- البيض: يساعد على خفض التوتر ورفع المزاج وهو مصدر رئيسي للبروتين وهو غني بالفتاميناتD، B12. ويعتبر البيض المسلوق مع الخبز الأسمر المحمص مفيد للصحة.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

4- الشاي الأخضر: تشير الدراسات أن شرب كوبين يوميًّا يقلّل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. ويشرب الشاي الأخضر مثلجًا أو ساخنًا فهو مهدئ رائع ومفيد للتخسيس أيضًا ويحد من الإصابة بالالتهابات.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

5- أوميغا 3: وتتوفّر بكمية كبيرة في سمك السلمون والجوز وبذور الكتان. فهي تساعد البشرة على تحسين البشرة. وتعتبر من ضمن الأغذية التي تعزز الحالة المزاجية وترفعها.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

6- فيتامين E: إن أكل الأطعمة التي تحتوي على هذا الفيتامين يحمي من السرطان والعدوى والأمراض ـ بإذن الله ـ، ونتيجة لذلك يكثر الهدوء ويقل القلق. يوجد هذا الفيتامين في اللوز والأفوكادو والسبانخ والسوشي والسلمون.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

7- الكرز: يطلق الأطباء ـ في الغرب ـ على الكرز: الأسبرين الطبيعي؛ لأنه يحتوي على مواد (أنثوساينين) تكون شعورا عارما بالسعادة, ويؤكد الباحثون أن تناول20 ثمرة كرز أكثر فعالية من الأدوية التي تخفّف الكآبة.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

8- الثوم: أثبتت الدراسة فعاليته الكبيرة في إزالة التوتر وتهدئته للقلق والغضب.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

9- الموز: يحتوي علي العديد من المركبات الكيميائية النباتية التي تسمي بأشباه القلويات والقلويدات والحامض الأميني التربتوفان وفيتامين ب6 والتي تسهم بدور مباشر في إكساب الإنسان الثقة بالنفس، وكذلك زيادة قدرة الدماغ علي صناعة وإفراز هرمون السيروتونين الذي يزيل الاكتئاب ويقود إلي الضحك.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

10- القرع: غني بفيتامين ب6 والحديد اللّذين يحوّلان السكر المخزون في الجسم إلى جلوكوز، الذي يغذي بدوره الدماغ مما يجعل الإنسان دائمًا في حالة مزاجية جيدة. كما أنه غنيّ بالحامض الأميني التربتوفان وعنصر الماغنيسيوم يجعل منه غذاء مهمًّا يساعد على الاسترخاء والتخلص من الضغوط ويساعد على النوم العميق وخفض ضغط الدم وإزالة النكد والإكتئاب.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

11- المكسرات: اتفق الباحثون على أن اللوز والجوز يساعدان على محاربة أمراض الكآبة والنسيان، كما أن النوع الآخر من المكسرات مثل الفستق السودانى والحلبى يقلل من الاحساس بالجوع. وكذلك الصنوبر، ومعظم أنواع المكسرات تخفض من الضغط والتوتر.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

12- الترمس: يعد من بين أفضل الأغذية التي تجلب السعادة لغناه بالحامض الأميني الأساسي التربتوفان؛ حيث يفوق في ذلك الفول السوداني والمكسرات وحمص الشام والأسماك، والذي تتمثل فائدته الهامة في زيادة إنتاج وإفراز هرمونات السعادة في الدماغ مثل السيروتونين والميلاتونين وزيادة الشهية وتنظيم عملية النوم، كما أن غناها بمجموعة فيتامينات (ب) المركب والعديد من المركبات الفينولية المضادة للأكسدة ـ بالإضافة إلي ما سبق ـ يزيد من السعادة لدي السيدات من خلال تنشيط مناعة الجسم.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

13- الملوخية: تحتوي على قدر عالي من الفيتامينات مثل الكاروتين وفيتامين (أ) ومجموعة فيتامين (ب) المركب، الذي يحسّن بدرجة كبيرة من أداء الموصلات العصبية بالجسم، والمساعدة على إفراز هرمون السيروتونين الذي يحسن من الصحة النفسية ويقاوم الاكتئاب ويُشعر الانسان بنوع من المقاومة الذاتية والمناعية ضد المسببات العضوية للإكتئاب بل ويشعر الإنسان بنوبة من السعادة تؤدي للضحك. وهذا ما وقف عليه اليابانيون أخيرًا باكتشاف علاقة وثيقة بين تناول الملوخية والشعور بالراحة والسعادة بل وصنعوا منها العديد من التركيبات الدوائية المقاومة للإكتئاب.

كما أن (الحليب) المنخفض الدهون (المنزوع القشدة) يزيل تماما أيّ شعور بالإجهاد أو الإعياء بفضل الكالسيوم الذي يتوفر فيه. أما (الدجاج) فهو مصدر رئيسي لعنصر السيلنيوم الهام للجسم. وكذلك (الفلفل الأحمر) ينشط الجسم لإفراز الإندورفينز، وهي الهرمونات التى تساعد على الشعور بحالة نفسية جيدة، والأطعمة الحارة يمكن أن ترفع من روحك المعنوية عن طريق تنبيه الغدد الخاصة بالتذوق. وأيضًا مادة الكافيين تساعد على تحسين الآداء البدني والعقلي عندما تشرب بكميات معتدلة. ويقترح الخبراء تناول القهوة القوية فقط قبل الغداء ثم الانتقال الى الماء أو الشاي الاخضر أو العصائر مع فترة العصر.

وهناك بعض المشروبات، مثل: شاي الجينسنج ومكسبات الطعم والرائحة الطبيعية، مثل: الفانيليا والياسمين الطبيعي وهي التي ارتبطت منذ زمن بعيد بتأثيراتها المحسنة للحالة المزاجية خصوصًا عند الرجال. وكذلك زهور اللافندر فهو محفز قوي لعاطفة المرأة.

وأثبتت دراسات أن التعرض لأشعة الشمس وخصوصًا عند الشروق له تأثير كبير على تحسن المزاج والنفسية وخصوصًا لمن يقضي معظم وقته داخل المنزل. كما أن التمارين الرياضيّة من 30 الى60 دقيقة من ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع تقلل من الاكتئاب.

والإنسان معرّض في حياته إلى الحزن والكآبة، ولذلك كان من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنّ من أصيب بالحزن والضيق يدعو بهذا الدعاء: (اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن.. وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك الجبن والبخل وأعوذ بك غلبة الدين وقهر الرجال).

لذلك قال الحقّ تبارك وتعالى في كتابه: { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } سورة الشرح.

فينبغي على الإنسان ـ أولا ـ أن يلتجئ إلى ربه قبل أن يبحث عن محفّزات السعادة من أطعمة وغيرها.