^ ^ ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة يعني الصحة والكفاف وتوفيق الخير . وفي الآخرة حسنة يعني الثواب والرحمة وقنا عذاب النار بالعفو والمغفرة وقول علي رضي الله تعالى عنه الحسنة في الدنيا المرأة الصالحة وفي الآخرة الحوراء وعذاب النار المرأة السوء وقول الحسن الحسنة في الدنيا العلم والعبادة وفي الآخرةالجنة وقنا عذاب النار معناه احفظنا من الشهوات والذنوب والمؤدية إلى النار أمثلة للمراد بها أولئك إشارة إلى الفريق الثاني وقيل إليهما لهم نصيب مما كسبوا أي من جنسه وهو جزاؤه أو من أجله كقوله تعالى مما خطيئاتهم أغرقوا أو مما دعوا به
نعطيهم منه ما قدرناه فسمي الدعاء كسبا لأنه من الأعمال والله سريع الحساب يحاسب العباد على كثرتهم وكثرة أعمالهم في مقدار لمحة أو يوشك أن يقيم القيامة ويحاسب الناس فبادروا إلى الطاعاتواكتسبوا الحسنات واذكروا الله في أيام معدودات كبروه في أدبار الصلاة وعند ذبح القرابين ورمي الجمار وغيرها في أيام التشريق فمن تعجل فمن استعجل النفر في يومين يوم القر والذي بعده أي فمن نفر في ثاني أيام التشريق بعد رمي الجمار عندنا وقبل طلوع الفجر عند أبي حنيفة فلا إثم عليه باستعجاله ومن تأخر فلا إثم عليه ومن تأخر في النفر حتى رمى في اليوم الثالث بعد الزوال وقال أبو حنيفة يجوز تقديم رميه على الزوال ومعنى نفي الإثم بالتعجيل والتأخير التخيير بينهما والرد على أهل الجاهلية فإن منهم من أثم المتعجل ومنهم من أثم المتأخر لمن اتقى أي الذي ذكر من التخيير أو من الأحكام لمن اتقى لأنه الحاج على الحقيقة والمنتفع به أو لأجله حتى لا يتضرر بترك ما يهمه منهما واتقوا الله في مجامع أموركم ليعبأ بكم واعلموا أنكم إليه تحشرون للجزاء بعد الإحياء وأصل الحشر الجمع وضم المتفرق . ومن الناس من يعجبك قوله يروقك ويعظم في نفسك والتعجب حيرة تعرض للإنسان لجهله بسبب المتعجب منه في الحياة الدنيا متعلق بالقول أي ما يقوله في أمور الدنيا وأسباب المعاش أو في معنى الدنيا فإنها مراد من ادعاء المحبة وإظهار
الإيمان أو يعجبك أي يعجبك قوله في الدنيا حلاوةوفصاحة ولا يعجبك في الآخرة لما يعتريه من الدهشة والحبسة أو لأنه لا يؤذن له في الكلام ويشهد الله على ما في قلبه يحلف ويستشهد الله على أن ما في قلبه موافق لكلامه وهو ألد الخصام شديد العداوة والجدال للمسلمين والخصام المخاصمة ويجوز أن يكون جمع خصم كصعب وصعاب بمعنى أشد الخصوم خصومة قيل نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وكان حسن المنظر حلو المنطق يوالي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعي الإسلام وقيل في المنافقين كلهم . وإذا تولى أدبر وانصرف عنك وقيل إذا غلب وصار واليا سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل كما فعله الأخنس بثقيف إذ بيتهم وأحرق زروعهم وأهلك مواشيهم أو كما يفعله ولاة السوء بالقتل والإتلاف أو بالظلم حتى يمنع الله بشؤمه القطر فيهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد لا يرتضيه فاحذروا غضبه عليه . وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم حملته الأنفة وحمية الجاهلية على الإثم الذي يؤمر بإتقانه لجاجا من قولك أخذته بكذا إذا حملته عليه وألزمته إياه فحسبه جهنم كفته جزاء وعذابا و جهنم علم لدار العقاب وهو في الأصل مرادف للنار وقيل معرب ولبئس المهاد جواب قسم مقدر والمخصوص بالذم محذوف للعلم به والمهاد الفراش وقيل ما يوطأ للجنب . ومن الناس من يشري نفسه يبيعها أي يبذلها في الجهاد أو يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر حتى يقتل ابتغاء مرضاة الله طلبا لرضاه قيل إنها نزلت في صهيب بن سنان الرومي أخذه المشركون وعذبوه ليرتد فقال إني شيخ كبير لا ينفعكم إن كنت معكم ولا يضركم إن كنت عليكم فخلوني وما أنا عليه وخذوا مالي فقبلوه منه وأتى المدينة والله رؤوف بالعباد حيث أرشدهم إلى مثل هذا الشراء وكلفهم بالجهاد فعرضهم لثواب الغزاة والشهداء