لحظة غابت .. غبت عن الوعي .. لا لشيء سوى أنها تمسكني دائما
من وريدي الذي يوجعني .. وتذرعُ الطرقات بحثاً عني ..
وعن لا شيء كثيف موجود حتما ً

جمعتنا أواصر اليأس و الحزن المربوط إلى ذكريات عابرة على قلبينا
دون ضجة أو عنوان ... كل نهار و مساء ..

* * *

وحدها التي تكتفي عن سؤالي بالنظر إلى بؤبؤ عينّي , تعبره إلى جوفي , فتدرك حقائقي وتلوّح لي بها ..
فكنت أرى نفسي في رقائقها , التي تعبر بي تلك المسافة الكامنة, في عجزّ اللغة وقصورها , عن ترجمة نفسي بهذه الدّقة المتناهية, التي تلوح في ايماءاتها واشاراتها , التي تفكّك ما أستغلق داخلي , وتبوح برموز باطني , المفعم بالتلويحات , فأرى نفسي كالشمس : ساطعة
(وحياتي تنساب فيها من الميلاد إلى المنتهى )

* * *
بوجهها الشبيه بجرس يقرع قلمي كل حين يهزني الحنين ...
الممسوس بالشمس آناً و بروحي آناً ... أركب غمامة لا لونية ...
ألقيها في رحم الوهم ... فتقيم مسارات لا سارة ...
وتنسجُ أشرعة غير قابلة للرحيل ..

* * *
تلك هي اللامرئية التي فتحت هوة صدرها لقواي كي أسافر فيها ...
مشرعة في وجهي كريح لا عفوية ... شرقية شرسة الإيقاع ...
تتقن الهبوب و الاتجاه ..

* * *


أيتها الاشيئية الأشياء .. يا مهاجرة صوب الحزن المتشح بالوحشةِ
سأرشُ كلماتكِ على صدري خياراً أخيراً ملتوياً مشكوكاً في أمره ..
قبل أن أفقد الطريق إلى شفتيّ شرفة بملامحِ موجة ..

* * *

وها هو الطقس بمنتهى الاشيء هذا المساء ..
معناه المرن يركض ثلاثة عقود قبل أن يتهدم عند مقعدنا عشباً و أغنية
ونقطة حزن تهوّم في المسافة بيننا ..

* * *
" كعادتي آتي متأخراً يا سنبلة العقل المحاصر بالضجيج و الهذر الكثيف "
أنا أول الواصلين في سباق المئة غصة و صمت وآخر الواصلين لرؤيتك
التي لاترى ولايتوارد لي أن أردد : ترى متى أرى ؟

صحيح أنني في النهاية أصل لكنه الوقت الخارج من مكانه ..

وحين أبدأ بالفرار الامفر منه تقولين :
أمنيتي أن أنتمي ... فأنميك إلى أمن رئتيّ وأرفع فوقنا راية استسلام باسقة ..

* * *

كنتُ علّقت وجهك إلى سنديانة و سور و كلمة كي لا تغيبي في الزحام
المقتعد عقلي و أقسمت باليوم اللآخر أن أرددَ اسم رسمكِ
خمس مرات قبل النوم ... وخمس بعد النوم ..

* * *

سباقنا سيبدأ في لحظة ما ... على خطين متوازيين
و بسرعة واحدة ... وبما أن ذلك القديم قد قال :

المستقيمان لا يلتقيان ... سنكمل عدونا ..

أنتِ صوب الغرب وأنا في اتجاه سأحدده حين أملّ الانتظار !

!L@


20-23/04/2006