تاريخ اللغة الفرنسية فى الجزائر
يقول محمد بن رباح مؤلف كتاب (بقاء اللغات و انتشارها:اللغة الفرنسية فى الجزائر) أن "موقف الجزائريين نحو اللغة الفرنسية هو موقف معقد وذلك بسبب التاريخ الحديث"[6].
وعلى حد قول ابن رابح فقد مثلت اللغة الفرنسية أثناء فترةالإستعمار الفرنسى التى امتدت من عام 1830 إلى عام 1962 " نوعا من الأستغلال الأجنبى الذى وجب مقاومته "، و لكن اللغة الفرنسية"ساهمت بكونها أداة لزيادة وعى الشعب و دعمه لتلك المقاومة" لأنها نقلت قيم الحرية و المساواة و الإخاء العالمية إلى الجزائر[6].و قد عاش حوالى مليون متحدث بالفرنسية فى الجزائر أثناء فترة الإستعمار،طور خلالها المستوطنون الأوروبيون لهجة مميزة.وقد كانت اللغة الفرنسية هى اللغة الأم لليهود الجزائريين.و فى عام 1963 كان هناك 1.300.000 شخص متعلم منهم مليون شخص يستطيعون قراءة الفرنسية ، ومن إجمالى تعداد سكان الجزائر يوجد 6 ملايين شخص يتحدثون الفرنسية[6].
و فى الستينيات من القرن الماضى ،و بعد الاستقلال ،بدأ الساسة الجزائريون فى تنفيذ حملة التعريب لاستبدال اللغة الفرنسية باللغة العربية الفصحى[15].و فى الفترة من نهاية السبعينيات إلى بداية التسعينيات من القرن الماضى،كانت الحكومة الجزائرية تقوم بتدريس اللغة الفرنسية كلغة اجنبية أولى إجباريا لطلاب الصف الرابع من المرحلة الإبتدائية.و فى سبتمبر من عام 1993 قامت وزارة التعليم الإبتدائى و الثانوى بجعل اللغتين الإنجليزية و الفرنسية اختياريتن ، حيث يقوم الطلاب باختيار إحداهما كلغة أجنبية أولى يرغب فى دراستها،و قد قام أغلبية الطلاب باختيار اللغة الفرنسية[6].و يقول المعارضون لثنائية اللغة العربية ـ الفرنسية فى الجزائر أن اللغة الفرنسية هى لغة المستعمر[6].
و يضيف ابن رباح "من وجهة النظر الكمية فإن الجزائر اليوم هى ثانى أكبر مجتمع متحدث بالفرنسية فى العالم" وأن "التعريب ، تلك السياسة اللغوية التى استخدمت لإزاحة اللغة الفرنسية بالكامل ،قد فشلت[6]". ففى عام 1990 كان هناك 6.650.000 شخص يتحدثون بالفرنسية، منهم 150.000 شخص ضمن المستوى الأول و 6.500.000ضمن المستوى الثاني.وفى عام 1993 كان هناك 49% من 27.3 مليون فرد يتحدثون الفرنسية،فى الوقت الذى اشارت فيه استطلاعات الرأى إلى أن 67%من الجزائريين سيتحدثون الفرنسية بحلول عام 2003[6].و قد أجرى معهد العباسة استطلاعا للرأى على 1400 أسرة جزائرية فى أفريل عام 2000 عن استخدامهم للغة،و كانت النتيجة أن 60 % منهم يتحدثون / أو يفهمون اللغة الفرنسية.و قد استخدم المعهد تلك النتيجة لتمثل 14 مليون جزائرى فى عمر السادسة عشر أو أكبر[6].يضيف ابن رباح أن تلك الاستطلاعات تؤكد الإتجاه نحو زيادة انتشار اللغة الفرنسية فى الجزائر[6].
و تقول معامرى أن فى عام 2009 و مع انتشار القنوات الفضائية التى تحمل برامج ترفيهية فرانكوفونية فإن اللغة "تشهد إعادة إحياء"[4].و تضيف معامرى "مع مرور السنوات تراجعت الحكومة و أعادة تقديم اللغة الفرنسية"[4].
"من وجهة النظر الكمية،فإن الجزائر اليوم هى ثاني اكبر مجتمع متحدث بالفرنسية" على حد تعبير بن رباح .
![]()