^ يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم ^ ما أوجبت عليكم إنفاقه ^ من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ^ من قبل أن يأتي يوم لا تقدرون فيه على تدارك ما فرطتم والخلاص من عذابه إذ لا بيع فيه فتحصلون ما تنفقونه أو تفتدون به من العذاب ولا خلة حتى يعينكم عليه أخلاؤكم أو يسامحوكم به ولا شفاعة إلا من أذن الرحمن ورضي له قولا حتى تتكلوا على شفعاء تشفع لكم في حط ما في ذممكم وإنما رفعت ثلاثتها مع قصد التعميم لأنها في التقدير جواب هل فيه بيع أو خلة أو شفاعة وقد فتحها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب على الأصل ^ والكافرون هم الظالمون ^ يريد والتاركون للزكاة هم ظالمون الذين ظلموا أنفسهم أو وضعوا المال في غيره موضعه وصرفوه على غير وجهه فوضع الكافرون موضعه تغليظا لهم وتهديدا كقوله ^ ومن كفر ^ مكان ومن لم يحج وإيذانا بأن ترك الزكاة من صفات الكفار لقوله تعالى ^ وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة ^ .
^ الله لا إله إلا هو ^ مبتدأ وخبر والمعنى أنه المستحق للعبادة لا غيره وللنجاة خلاف في أنه هل يضمر للأخير مثل في الوجود أو يصح أن يوجد الحي الذي يصح أن يعلم ويقدر وكل ما يصح له فهو واجب لا يزول لامتناعه عن القوة والإمكان القيوم الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه فيعول من قام بالأمر إذا حفظه وقرىء القيام والقيم ^ لا تأخذه سنة ولا نوم ^ السنة فتور يتقدم النوم قال ابن الرقاع وسنان أقصده النعاس فرنقت فيعينه سنة وليس بنائم والنوم حال تعرض للحيوان من استرخاء أعصاب الدماغ من رطوبات الأبخرة
المتصاعدة بحيث تقف الحواس الظاهرة عن الإحساس رأسا وتقديم السنة عليه وقياس المبالغة عكسه على ترتيب الوجود والجملة نفي للتشبيه وتأكيد لكونه حيا قيوما فإن من أخذه نعاس أو نوم كان موؤف الحياة قاصرا في الحفظ والتدبير ولذلك ترك العاطف فيه وفي الجمل التي بعده له ما في السموات وما في الأرض تقرير لقيوميته واحتجاج به عل ىتفرده في الألوهية والمراد بما فيهما داخلا في حقيقتهما أو خارجا عنهما متمكنا فيهما فهو أبلغ من قوله له السموات والأرض وما فيهن