نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تلك القلوب التي هيأها ربي جنودًا لك ، نعمة تستحق الشكر ..
تغيب ، يسألون عنك !

يُنال من عرضك ، يدافعون عنك !

يتقصد أحدهم إحراجك أمام الناس ، يدفعون الحرج ويتحدثون نيابة عنك !

تعلمهم مما علمك الله ، يعينونك باستماعهم وحماسهم ويبلغونه عنك !

تلك الأيدي التي تصافحك وقت حاجتك ، تلك القلوب التي تستمع إليك وقت ألمك ،

تلك الأعين التي تذرف دمعها فرحًا من أجلك ، تلك الأكف التي تُرفع من أجل الدعاء لك ،

تلك الكلمات الناصحة التي تبتغي رفع همتك وتثبيتك على طريق الحق ، كل هذا نعيم أخوي وهبه لك الإسلام ، ومنحه رب الإنسان لروح الإنسانية !

هم أوفياء كن أوفى منهم ..

هم أنقياء كن أنقى منهم ..

لا تيأس إن سقط اسمك عمدًا أو سهوً!

حلّق في سماء العطاء ، ولا تظن أنك سَتُنسى ، أبدًا ، فلك ربٌ عليمٌ سميعٌ بصيرٌ ،يرى جميل صُنعك ، وسلامة مخبرك !

ولن ينسى الأوفياء حبك ، صدقك ، أمانتك ، فلماذا تحطم نفسك ، وتقف عن قرع أجراس الوفاء من أجل قلوب قاسية وأرواح جامدة ؟!

أنت رائع مادمت معطاءًا ، باذلًا ، نقي القلب ، صادق الكلمة !

أرجوك لا تقتل جمالك من أجل أناس مصيرها أن تتبدل ، وأماكن مصيرها أن تتغير !

كن شامخًا ، وسلامة روحك يا نقي من كل ألم، اصبر صبرًا جميلًا ، فربك يمتحن معدنك ليغدو أكثر صلابة ونقاءً !

#مخـــــرج :

استمع إلى كعب بن مالك وهو يتحدث عن وفاء أصحابه رضي الله عنهم جميعًا ، هناك قلوب لا تنسى !

” فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي ، وَضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ!! قَالَ : فَخَرَرْتُ سَاجِدًا ، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ ، وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ ، وَرَكَضَ إِلَيَّ رَجُلٌ فَرَسًا ، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ ، فَأَوْفَى عَلَى الْجَبَلِ ، وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنْ الْفَرَسِ ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ فَكَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا بِبُشْرَاهُ ، وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا ، وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ يَقُولُونَ لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ .

قَالَ كَعبٌ : حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ ، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي ، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ ، وَلَا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ .

قَالَ كَعبٌ : فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنْ السُّرُورِ : أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ !! “
مما راق لي كثيرا