نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

قال ابن القيم رحمه الله في معنى
(اهدنا الصراط المستقيم)عند
تفسيره لسورة الفاتحة
:

- وذكر الصراط المستقيم منفردا، وذلك يفيد تعيّنه واختصاصه، وأنه صراط واحد وأما طرق أهل الغضب والضلال فإنه سبحانه وتعالى يجمعها ولا يفردها كقوله تعالى( وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السّبل فتفرق بكم عن سبيله ) الأنعام 153. فوحّد ( سبحانه ) لفظ الصراط وسبيله وجمع السّبل المخالفة له .

- وقال ابن مسعود ( رضي الله عنهما ) خطّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطّا، وقال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره وقال: هذه سبل، وعلى كل سبيل شيطان يدعو إليه، ثم قرأ قوله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) الأنعام 153.وهذا لأن الطريق الموصل إلى الله واحد، وهو ما بعث به رسله وأنزل به كتبه لا يصل إليه أحد إلا من هذا الطريق .
- ولو أتى الناس من كل طريق، واستفتحوا كل باب، فالطرق عليهم مسدودة، والأبواب عليهم مغلقة، إلا من هذا الطريق الواحد، فإنه متصل بالله، موصل إلى الله قال الله تعالى ( هذا صراط عليّ مستقيم )..

صراط الله المستقيم ودينه القويم هو الموصل إلى الله والجنة فقط ، فكل ما دونه غير مقبول !
لا العلمانية ولا الرافضية ولا أي طائفة تدعي الحق وتدعي الهدى ، هذا هو المنهج السليم الذي رسمه القرآن وجاءت به السنة ، ودعانا الله سبحانه وتعالى لسؤاله الهداية إليه ..

وقال ابن القيم رحمه الله: ولما كان طالب الصراط المستقيم طالب أمر أكثر الناس ناكبون عنه، مريد لسلوك مرافقه فيها غاية العزة . والنفوس مجبولة على وحشة التفرق وعلى الأنس بالرفيق نبه الله سبحانه وتعالى على الرفيق في هذا الطريق وإنهم هم: (اللذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) النساء 69.
- فأضاف سبحانه الصراط إلى الرفيق السالكين فيه . وهم الذين أنعم الله عليهم، ليزول عن الطالب للهداية وسلوك الصراط وحشه تفرده عن أهل زمانه وبني جنسه . وليعلم أن رفيقه في هذا الصراط هم الذين أنعم الله عليهم، فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له، فإنهم هم الأقلّون قدرا، وان كانوا الأكثرون عددا .

يا أيها الغرباء ، لا يضركم قلة السالكين ، إنكم على حق فاثبتوا !

منقول للفائده