نبدأ بقصة قصيرة :

بلدة صغيرة جدا يعيش فيها أفراد بسطاء
البلدة تلك تعيش في أمان وود دائم و تنعم بكثير من الخيرات
و كان من أسوء الأمور التي تحصل فيها هي موت شخص منهم
و من عادتهم حينما يموت أحدا منهم
يضرب الحاكم الجرس مرة واحدة ل يعلم جميع أهل البلدة بفقدان شخص و يأتون لمراسم الدفن و...الخ
و وضع هذا الجرس بسبب الحب الذي عم البلدة بأكملها ..

بعد مدة
تغير الحال و عم الفساد ,, وصل الأمر لموت الكثير بسبب قلة الطعام و السرقات
و كل بداية صباح يضرب حاكم البلدة الجرس
معلناً عن وفاة
أما شخص أو اثنان
و تعود أهل البلدة على الجرس هذا و لم يعد يهتموا بأمره كالسابق ..
فأصبح موت أحدا منهم "طبيعي" بسبب كثرة المشكلات

وذات صباح خرج الحكيم وحيداً و ضرب الجرس ثلاث مرات بقوه
هزت أركان البلدة
من مات يا ترى ؟ خرج الجميع بهلع
يعتقدون بأن الحاكم قاد مات أو حصل مكروه للحكيم و لكن
أعلن الحكيم
موت الضمير !
انتهت القصة

مستفزه أخبار هذه الأيام و مواقف في مجتمعنا
كـ غرق تبوك أو غيرها
الفتاة التي أهملت حتى نقل إليها دم ملوث

الطفله التي ماتت دماغيآ فى مستشفي جازان
المرآه التي تريد حريتها بمبلغ 15ألف ريال والقاضي الظالم مع االزوج
الطفلة التي لم تعرف أين أمها من أبيها !
الفتاة التي عاشت مع غير أهلها بسبب خطأ ورقي !
الأم التي تعيش مع ولدها الصغير بجوار المسجد تطلب الإعانة كل يوم ومع كل صلاة ..
العامل البسيط الذي يتلقى الاهانة من طفل صغير بسبب عدم التفريق بين
" الماك تشيكن " و " البيج ماك " !

مثل هذه الأخبار تصيب الجميع أحيانا بالشؤم بالمسئولين و الخوف الشديد من المستقبل و الهلع
و البحث عن المال
فالكل بدأ بالبحث عن المال لكي لا يصاب أهله بمكروه !!
و نلهث وراء اشغالنا و نخاف من غِد مهلك
حتى الضعفاء مساكين يبحثون عن المال لكي لا يُصابوا بالذل

ف حينما مثلا يهطل مطر الكل يستبشر إلا نحن الضعفاء !!
نخاف من السيول الجارفه ! بسبب - الرشاوي - التي تهطل على المسئولين قبل المطر بمدة
ف يبيعون أمننا و سعادتنا من أجل مليون أو أكثر
و حينما يهطل المطر و يغرق أحد أبناءنا ..
لا مشكلة
جزء من المليون يعطى لأهل الميت ! و يرضون ..

لا يهم
متسشفياتنا اصبحت كالمقابر والمجازر.. نمر من جانب اى مصحه ونردد

السلام عليكم اهل دار قوم مؤمنون انتم السابقون ونحن ان شأء الله لاحقون
الخطأ قد يقع في كل بلدان العالم
و ليس كل إنسان في هذه الدنيا معصوم عن الخطأ
أو هو مؤمن لدرجة الخوف من الله !
لا .. فالكثير لا يعرف ماذا يعني الضمير
الضمير الذي حيا عند أهل الكفر و مات عندنا اليوم
و نحن أولى به خصوصا لأننا مسلمون ..
أسألكم
كيف يمكن أن نحيي الضمير بداخل افراد مجتمعنا من جديد ؟

كيف ننمي في الأطفال حب مجتمعهم و نسيان حقهم الخاص من أجل الحقوق العامة ؟

بصراحة و دع عنك المثالية
إذا كنت مسئول كبير في قطاع ما
و عرض عليك أحدهم مبلغ كبير مقابل العمل في مشروع ما
بلا شروط أو عقود صارمة ؟ هل ستقبل وماذا ستفعل بعد القبول

إذا كُنت من أهل البلدة تلك
وأعلن الحكيم موت الضمير
ماذا تتمنى ؟

في النهاية .. أعلم أنني لن أغير شي في حياة البشرية
و لكنني أعلم بأنه مع الرجوع إلى ربنا و التوكل عليه في كافة شؤون حياتنا
سنعيش بهناء دائم لا يزول حتى بعد وفاتنا ..

أنتبه لموعدك .. و شكرانقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي