قصة المأساة :
رزان ، وما أدراك من هي رزان ، إنها تلكم الزهرة البيضاء الجميلة التي يلاعبها نسيم الصبا إذا هب على البستان ، يأسرك تلألأ قطرات الندى على أوراقها منتشيا فرحان ، هي زهرة تنشر أريجها الزاكي في الأرجاء والأكوان ، لتغرس البسمة وتزرع الحب في كل صقع ومكان ، وفي يوم من الأيام بدأت تلك الزاهرة الجميلة يخفت نورها وجمالها بعد أن ابتلاها الله بأمراض وأسقام ففزع صاحبها لها وهب من حينه ليبحث لها عن طبيب عساه مما ألم بها يداويها ، ولم يطل البحث حتى عثر ضالته المنشودة وليته لم يجدها ، بدأ الطبيب يتفصحها ويدقق النظر بها ثم تبسم ابتسامة شبهتها :
إذا رأيت نيوب الضبع بارزة = فلا تظنن أن الضبع يبتسم
بعدها بشر صاحبها بأنه توصل إلى ذلك الداء الدفين وأن العلاج موجود فاستبشر صاحبها واستهل وجهة وهو لا يعلم بان السم في العسل وأنه في بداية مشوار هلاك زهرته الجميلة التي لطالما رعاها وسقاها وبفيض حب منه قد حباها .
بدأت تلك القصة ؟ نعم بدأت !!! عندما الطبيب تلك اليد الآثمة التي لبست من الشفقة جلبابا ولم تقرع لها الرحمة بابا ليبدأ في قطف بتلاتها وأوراقها واحدة تلو الأخرى ، صاح صاحبها به رويدك ن بالله عليك ما الذي أنت فاعل ، نظر إليه الطبيب نظرة المعجب بنفسه الواثق بخبرته وقدراته وقال له : لا عليك هذا هو سر المرض وإذا استأصلناه عادت لها الحياة من جديد وعاد لها رونقها وجمالها المعهود فما كان منه إلا أن أذعن واستكان وليته لم يفعل ! وإلا لما كان ما كان .
انتهى الطبيب من عمله وذهب ، وما هي إلا أيام قلائل حتى ازداد الأمر سوءً ، وإذا بالزهرة قد ذبلت أكثر من ذي قبل ، ذهب صاحبها إلى الطبيب في عجلة من أمره ، حضر الطبيب بكامل عدته وعتاده كالعادة ، تفحص الزهرة ، وبعد لحظات تأمل وتفكر خلا قلبه خلالها من الرحمة والشفقة ،وتجرد من كل معاني الإنسانية بل حتى الرحمة الحيوانية ، مد تلك اليد البغيظة المشؤومة ، ولكن كان الوضع مختلفاً هذه المرة !!! لم يقطف ورقة ولا بتلة !! ترى ما الذي ينوي فعله هذه المرة ؟؟! تساؤلات كثيرة تدور بخلد صاحب الزهرة ، الصمت يطبق على المكان ، حينها قطع ذلك الصمت وتلك التساؤلات جريمة عظيمة ومأساة جسيمة ، حينما أمسك بها واقتلعها من الأرض واجتثها من جذورها ليرمي بها في حضن صاحبها ثم يوليه ظهره ذاهبا دون اكتراث أو أدنى مبالاة ليتركه يعاني غصص الفراق ومرارة الوداع ويجرعه كأسا مريرة ، ويعود هو إلى سريره لينام بعين قريرة ، يأخذها صاحبها يعيدها إلى مكانها ولكن هيهات هيهات فقد فان الأوان ........
تُرى من المسؤول ، أهو صاحب الزهرة الذي ذهب ليأتي من يقطف زهرته الجميلة التي أحبها حباً عظيماً خالط شغاف القلب وثنايا الوجدان ظننا منه أنه سيعيد لها عافيتها المفقودة ؟؟؟!
أم أنه ذلك المتعجرف الذي لم يفكر فيما اقترفته يداه ولو لبرهة يسيرة ؟؟!!
تساؤلات كثيرة تدور بذهن كل من قرأ هذه القصة أو سمعها .
للأسف إذا علمنا بأن هذا هو ما حصل بالفعل مع الطفلة رزان تلك الطفلة البريئة والزهرة المسكينة ، التي ذهب نتيجة أخطاء طبية شنيعة ، رزان طفلة قُتلت من غير وجه حق ، رحمك الله يا رزان وأسكنك بحبوحة الجنان .
فهذا هو بالفعل مسلسل مأساة الطفلة رزان .
ما هو التدبير المتخذ حيال ذلك ؟؟؟
لا شك أنه سيلاقي نفس مصيرالكثير ممن سبق رزان والكثير ممن سيلاقي نفس مصرعها ، لا شك في ذلك و لا ريب ، سيطري ذلك السجل بما فيه ليوضع برمته في سجن الإهمال والنسيان دون خوف من الله العزيز المنتقم لكل مظلوم ولكل أم ثكلى وأب مكلوم .
رزان ما هي إلا مثال عابر وطيف مر بالخاطر وكان لابد من وقفه لكل سامع وناظر وإلا فغيرها الكثير ، يا ترى متى سنقول للمحسن أحسنت ونكافئه ونكرمه على ما بذل وقدم ونقول للمسيء أسأت لــنقف منه موقف الحازم الجازم حتى تحقن تلك الدماء الطاهرة البريئة التي هدرت من دونما وجه حق ومن دون أي اهتمام أو اكتراث .
وتجاوباً من هذا الحدث فقد أدليت بإنائي الصغير بين تلك الدلاء الكبيرة عساه أن يسد رمق عطشان ويروي ظمأ ظمآن سائلا الله لي ولكم التوفيق والغفران إنه ولي ذلك والقادر عليه وأسميت القصيدة [BLINK]( الدمعة الرزانية )[/BLINK] ومن أراد قرأت القصيدة فعليه الذهاب إلى منتدى الشعر الفصيح ليقرأها
الكاتب / يحيى محمد عطيف .
::sa03:: ::sa03:: ::sa03:: ::sa03::