نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الزواج علاقة قدسية تجمع ما بين الزوج والزوجة وتقيم بينهما رباطاً عظيماً من المحبة والمودة وينظر كل إنسان إلى هذه العلاقة بمنظار خاص ويفهمها بمفهوم معين حسب مرتكزات علمية وثقافية واجتماعية عاش فيها، والكل يطمح إلى أن ينشىء علاقة زوجية يجد فيها الراحة والاطمئنان والهدوء والاستئناس بزوجة تزيل تعبه وتبعث فيه روح الحياة من جديد، ولكن إذا ما كانت كلمة " لا " تواجه العلاقة الزوجية معلنة التحدي والرفض وعدم الطاعة هنا تكون العلاقة الزوجية في خطر وخاصة إذا ما تلازم وتوافق كلمة " لا " مشاعر الغيرة والشك.
والزواج له صفة البقاء والاستمرارية، وفي الزواج تقوية على فعل الطاعات وإحصان الإنسان من فعل المنكرات وارتكاب المهلكات ويحدث في الزواج استمتاع ولذة حسية تريح النفس وتصرّف الثورة الجنسية في مصرف شرعي وتهيئ القلب للإقبال على أداء الطاعات بنفس مرتاحة.
والزواج السعيد مطلب كل إنسان وغاية كل زوج، ومفاتيح السعادة الزوجية تكون عادة في يد الزوجة لأن لها قدرة عجيبة على إضفاء البسمة وإراحة الزوج، كما أن السعادة الزوجية تبدأ من الزوج، فالزوجة إذا أحست بحنان زوجها وحبه واحترامه لها أعطته كل ما تملك ووفرت له كل أسباب السعادة.

متى تقول الزوجة " لا ":
عادة تقول الزوجة كلمة " لا " عند حدوث خلاف أو اختلاف وهو أمر وارد بين الزوجين، وقد يحدث ذلك نتيجة لعدم توافق الآراء بين الزوجين ولكن عادة سرعان ما يختفي الخلاف وتعود السعادة الزوجية إلى حياتهما. أما إذا استمرت الخلافات واستمرت كلمة " لا " فهذا سيؤدي إلى الشقاق والاختلاف والتصادم. ويمكن إيجاز الأسباب التي تدفع الزوجة إلى أن تقول " لا " لزوجها.. في النقاط الآتية:
1- الفارق الكبير في السن بين الزوجين.
2- الفارق الكبير في البعد الاجتماعي والثقافي والمادي بين الزوجين.
3- الغيرة العمياء التي يحترق الزوجين بنارها.
4- التنشئة الأسرية والاجتماعية التي عاشا فيها وتبلورت أنماط سلوكهم فيها.
5- الاختلاف في العادات والتقاليد والأفكار.
6- عدم الرضا والاقتناع بين الزوجين.
7- الجري وراء المظاهر والتقليد الأعمى.
8- التدخل المستمر من قبل الأهل سواء كان أهل الزوج أو أهل الزوجة.
9- الإصرار على الرأي والتمسك به وعدم التنازل عنه كنوع من الكبرياء.
10- عدم فهم الطرف الآخر فهماً حقيقياً.
11- الاهتمام بالمشاكل الصغيرة وتضخيمها وإعطائها من الاهتمام أكبر من حقها.
12- البرود العام من قبل الزوج أو من قبل الزوجة بحيث تصبح الحياة مملة.
13- عدم احترام الطرف الآخر أو عدم الاقتناع بآرائه أو الاستهزاء بأفكاره وأحلامه.
وثقافة الزوجة تلعب دوراً مهماً في أسلوب حياتها، وهناك بون شاسع بين زوجة لا تعلم من أمور حياتها سوى الأكل والشرب والنوم وزوجة تحمل آفاق الحياة بين يديها وتنظم حياتها وفق ما تراه منسباً لإسعادها وإسعاد من حولها.. فالفرق جلي بين زوجة مثقفة عالمة بشؤون الحياة وأخرى متعالمة تدّعي المعرفة وهي بعيدة عنها كل البعد.. الأولى لا تقول " لا " إلا إذا كان هناك ضرورة لها ـ والثانية تقول " لا " لإثبات ذاتها ليس إلاّ.

الملامح النفسية للشخصية التي تقول " لا ":
قد تكون كلمة " لا " عند النطق بها ليس عناداً ولا تسلطاً ولكن نتيجة حالة نفسية تنتاب قائلها، ولقد تعدّدت تصنيفات العلماء لهذه الشخصيات الإنسانية للفرد فهي محصلة مقوماته النفسية والعضوية، وكذلك النمط الفسيولوجي والتغيرات البيولوجية داخل الجسم.
وهذه الشخصيات تعتبر غير طبيعية ويلاحظ أن بها بعض الصفات الشاذة وغير المرغوب فيها، ولكنها أيضاً لها جوانبها المضيئة، ولذا يمكن تصحيحها إذا وضع صاحبها يده على مسببات نقصه ولجأ للعلاج الذاتي.