كاتب النص الأصلي : القرش
رابعاً:
قلة الردود وخصوصا عندما يجتهد الكاتب
في كتابة موضوع ويتعب عليه ثم يفاجأ انه
بقي بلا ردود أو عددها قليله
عندها يمسح الكوكيز ويترك المنتدى
كيف يكون شعور المرأة إذا رزقت بمولود
ولم يزرها أحد في المستشفى
ولم يقدم أحد لها باقة ورد
ولم يهنئها أحد في بيتها ؟!..
وكأنها لم تحمل طيلة تسعة أشهر
ولم يتحرك في رحمها مخلوق
ولم تعان ألآم الطلق والولادة
ولم تنقلب حالتها النفسية والعضوية
بين إحباط وتفاؤل
وكأن شيئاً لم يكن يحدث
وكأنها لم تسمع صرخة مولودها
وكأنها لم تتشكل من جديد
وكأن لم يأت ضيف دائم
إلى حجرتها الخاصه
وسريرها الذي لايقبل بثالث
.
.
.
هل يعاني الكاتب المجتهد حين يطرح
موضوعاً ( مولود جديد )
ولا يكترث لأمره أحد
حتى أن أقرب المقربين إليه
يعامله كما يعامله الآخرون !..
رغم أن الفرق بين الحالتين
في عيون البعض كبير جداً
ولا يمكن مقارنة حمل المرأة
وولادتها بـ ( حمل ) الرجل و ( ولادته )
حيث أن عذابات المرأة أكبر بكثير
إلا أن الأمر ليس على هذا النحو
وبإختصـــار
ورغم أن الألآم العضوية للمرأة
لا يفوقها ألم عند لحظة الولادة
إلا أنها تنسى بعد شهور قليلة
وقد نراها تتمايل ( وتتغنج ) مزهوه
ببطنها المنتفـــــخ بعد عام ؟!!!..
وكأن تلك المرأة
ليست هي التي شتمت زوجها
عشـــــــــــــــــرات
المرات في لحظات الطلق
.
.
.
الكاتب المبدع الحاضر
قضية مختلفة فعلاً
ففترة ( حمله ) تختلف إنه يحمل بـ ( مولوده )
في كل خلية من جسده
أما لحظة الحمل فليست واحده
إنه يكابدها مع كل جلسة كتابة
ونزيفه يستمر إلى أن
يخرج ( مولوده ) إلى النور
ليبدأ نزيف آخر أشد قسوة وألم
فلا أحد يلتفت إليه
أن لم يكن من أصحاب الحظوة
والشهرة والمال والمناصب العالية المهمة
( والداعي الرسمي للجلسات الخاصة )
ولا أحد يقدم له التهنئة
لا من خلال تواصل صادق على مادته
ولا من خلال زيارة خاطفه سريعه
قد تكون مادته قوية وجيده
ولا أحد يستطيع التواصل معه
نظراً لتميز مادته والتي تجعل القاريء
في حزن شديــــد
لعدم إستطاعته مجاراته
لكنه مع ذلك العجز الذي يشعر به
تجاه تواصله مع المادة
يبخل عليه حتى بإرسال
باقة ورد عبر رسالة خاصه
أو حفنة من تقزم أو قبلة حقيقة
الكاتب
حين ينتهي من طرح مادته
يبدأ ينتظر ردود الأفعال
فماذا يحدث له ؟..
ما ذا يصيبه ؟..
حينما لا يتكرم كاتباً آخر ويتنازل
ويتلطف ناقداً آخر ويتعاطف
ليتحدث للجميع عن ذلك ( المولود )
يحدث له التالي
يبدأ تدريجيـاً في الدخول لدائرة الحزن
ويقرر في معظم الأحيان إلى الإعتزال
ثم يتراجع
ثم يقـرر
ثم يتراجع
ويعيش بين الحالتين .. مُعلق مهموم
ثم يقرر عدم الإعتزال
وذلك حباً منه وعشقاً
وتمسكـــــــــــــــــــــــاً
بالمكان وأهله
.
.
.
يواصل
لأن العشق الحقيقي بالنسبة له
في منتدى منتمــــــي له
هو إحتفال بالحياة في المنتدى
أيا كانت تلك الحياه
يســـتمر
ويطرح ويبقى الوضع كما هو عليه ؟!..
ليحتفل بمادته وحده
وبألــــــم
بعيداً عن تواصل الآخرين معه
إلا أن الألم .. يبقى يعاوده بإستمرار
حين يقرر طرح مادة أخرى
فيجتهد ويعاني ويكتب ثم يطرح
فيكتشف
وكأنه أرتكب خطيئة
حينما أنتصر على ذاته
على حيرته وتردده
حينما تحامل على نفسه
وجمع شتات شجاعته
وقرر تقديم ( مولود آخر )
للعائلة الجنوبيه الصامطيه الإبداعية والثقافية
ثم مــاذا ؟..
طبعاً .. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
فيعود من جديد
يجتهد ويكتب ويعاني
لكن
لا يعلن ذلك في المنتدى
لا يشهره أمام الناس
يحتفظ به في جهازه الخاص بمعاناته
أو ربما يطرحه في منتدى آخر
يقدر رجهوده
ويحترم حضوره
.
.
.
نعم لا يبوح عنه
ولا يضرب الدفوف
بل يلجأ لنقل المواضيع وطرحها هنا
هنا فقط
أما هناك في المنتدى الآخر
الذي يحتفل بأطروحاته
ويحتفي بوجوده
يكون طرحه فيه ( حملاً ذاتياً ) يُجيــر له شخصياً
لمـــاذا ؟..
لأنه بالطبع يرى أن لا فائدة يجنيها
من سهـــره وتعبــــه
فينقل من هناك ويطرح هنا
وليتهمـــــه بعد ذلك من يتهم
( بالزنا أو عدم شرعية أبوته )
لِما نقله ثم طرحه هنا
......................................
وتتساوى الحـــــالات
وتتســـاوى الولادات لديه
......................................
يُتبع
القـــــــــرش
لن أهنئك على تواصل الآخرين معك الآن
فأسمح لي بتأجيل التهنئه إلى حين
وانتظر مني عوده أخرى بشكل
يجيد الإنفجــــــار الهاديء
الذي يحترم تواجد الآخرين
وينثر ما سيكون في طيات عودته
ســــيدي
بدأت من رابعـــاً
وأتمنى أن أجد معي من يأخذ القاريء
في رحلة مـد وجــــزر أدبيه
نجـــــس من خلالها نبض
أولاً وثانياً وثالثــــاً
وخامساً وسادساً وسابعاً
وثامناً وتاســـــعاً
مع العودة لرابعــاً
نقطة تحول
قل ما في نفسك
لا تمدح الصمت ثم تبالغ فيه
واعلم أن المصالحه مع الذات
يجب أن تكون أجمل وأرقى
ولكن من خلال
عدم الإلتفات لحـــالات
حب الذات والأنا والنرجسية
تحيــــاتي


