سؤال اليوم السادس ( العدد ستة )
قدرة الله في خلق السماوات والأرض
خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض بالحق ، ولم يخلق الكون عبثاً أو لهواً أو باطلاً، بل خلق لأجل مسمى يقع في علم الله جل وعلا وإن وراء خلق الكون خالقاً قادراً واحداً تفرد بخلقة وتسخيره والهيمنة عليه . ولايمكن أن يكون في الكون عنصراً أقوى من خالقه ، كما يظن بعض الملحدين ، بل أن المخلوق مسخر بقوة الخالق وهو أضعف منه ، ومن ثم كانت حركة النجوم والسيارات في الفضاء السماوي حركة سريعة فيها طاعة لأمر الخالق ، يقول المولى عز وجل : (
أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون ) ، (الروم ، 8) .
(
الله بيدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون ) ، (الروم ،11) .
(
وما خلقنا السماء والأرض ومابينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار)
وستظل دلائل القدرة اللإلهية وآيات الله في السماوات والأرض وما فيهن حتى قيام الساعة براهين وإشارات ربانية تضئ للإنسان طريق النور والحق والهداية على مر كل زمان . وخلق جل جلاله ما في السماوات والأرض من مخلوقات ظاهرة أو خفية , ومعروفة للإنسان أو غير معروفة , وإن القانون الألهي هو وحده المنظم لسير حركة الكون وتناسق عناصره وتوازنها وكل ذلك عن حكمة وتدبير وتقدير من الله عز وجل , ولا يوجد فيها مجال للعفوية أو العشوائية أو الصدفة كما يقترح الملحدون والطبيعيون في نظرياتهم , والذين يرون في قوانين الطبيعة قدرة ذاتية خلاقة ( الخلق الذاتي ) أي أن الكون أوجد نفسه بنفسه ولا خالق له , وهذا هو الضلال المبين .
وعجز الإنسان ولايزال عاجزاً عن معرفة نشأة أي عنصر من عناصر الكون ب, في ضوء القوانين العلمية التي توصل الإنسان إلى معرفتها . ذلك لأن هذه العناصر هي مسخرة بمشيئة الله عز وجل بقوانين إلهية غير تلك التي ألأفها الأنسان في محيط الأرض التي يعيش عليها . وستبقى هذه العناصر الكونية _ في كل عصر وزمان ومهما تقدم العلم الوضعي _ دلائل ساطعة من دلائل قدرة الله عز وجل في الخلق , بل هو سبحانه وتعالى خالق قبل أن يخلق الخلق , فالخلق صفة في ذاته جل جلاله . ويقف المفكرون والعلماء في ذهول وخشوع وانبها أمام دلائل قدرة الله عز وجل في خلق الكون بمن فيه .
"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (آل عمران:191)
إن الكون الذي نعيش فيه هو كون في توسع وازدياد مستمر، وكل شئ فيه يتحرك، ولا شئ ثابت مطلقا، نستدل على ذلك من مراقبة المجرات ومجموعات المجرات التي تنتقل بثبات وكل على حدة في الكون، هذا التوسع يحدث منذ ان تشكل الكون قبل حوالي 14 بليون سنة في حدث كثيف وحار جدا والمعروف بالانفجار العظيم.
السماء لغة وتفسيرا
في اللغة العربية تقال السماء لكل ما يعلو فوق الراس، وفي معاجم اللغة تفسر كلمة السماء بأنها كل ما علاك فأظلك، ومنه قيل لسقف البيت أيضا سماء. وهي خلافا للارض التي هي الادني، وسمائها هي السماء الدنيا، والدنيا هي الحياة التي نعيشها على الارض، لذا فهي أسمى من الارض وسنعرف لماذا هي أسمى بعدما نقرأ المزيد عن الكون ونقرأ الاية الكريمة "أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ (33)" (النازعات: 27-33) لنعرف أيها أشد خلقا، ونرى حجمنا الكون، مع أن خلقنا في حد ذاته معجزة، إلا أنه وبمقارنته مع الكون لانملك إلا أن نقول سبحانك ماخلقت هذا باطلا..........
وذكرت كلمة السماء في القرآن في أكثر من موضع وفي أكثر من مره واكثر من آيه وسوره، ويشار للسماء كرمز أحيانا وكشئ محدد وملموس. فذكرت كلمة السماء بمعان كثيرة وتفسيرات واسعة جدا قد تكون بمعنى السحاب أو المطر أو الفضاء أو السقف.
فنجدها مرة كواحدة -هي الدنيا منهم- من سبع بناها الله طباقا كقوله تعالى: "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ" (الملك: 5)، وقوله: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ"(الصافات:6).
ومرة أخرى ذكرت في وصف حالة الارتفاع عن سطح الارض كقوله تعالى: " فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ " (الأنعام:125).
وكذلك في وصف الكلمة خارج الارض كقوله تعالى: "وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونََ" (الحجر:14) فالإنسان هنا إذا خرج من جو الأرض انتقل إلى ظلام فلا يبصر كما كان على الارض وتترآى له السماء بشكل مختلف بدون ملوثات الارض. وعلى هذا تكون كلمة السماء أوسع في المعنى من السموات، فهي تشملها وغيرها.
وفي المسيحية عبر السيد المسيح عن كلمة السماء بأنها الغلاف الجوي المحيط بالارض حين قال: "تأملوا طيور السماء" (متى 6:26)، وكذلك عند وصفه لوجود ما وراء ذلك "لم يصعد أحد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء إبن الإنسان الذي في السماء" (يوحنا3:13) وكذلك النبي اشعيا قال عن الله: "هو الساكن فوق كرة الارض"( اشعيا 22:40) اي يحيط بكل الارض، وأيضا النبي داود في مزاميره "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه" (المزامير 19:1)
وبهذا تكون السموات جزءا من السماء بمعنى أوسع، الذي يشمل الفضاء والسقف والمطر والسحاب لأن السماء تضم كل ما علا وارتفع وسما عنا، شاملا أيضا الجزء المرئي منه سواء بالعين أو بمساعدة الاجهزة المتطورة والتي تري ما عجزت عيوننا عن أن تراه، وما وراء ذلك وهو علم الغيب الذي نؤمن به ولا يخضع لنظريات علمية إنما هو إيمان نابع من القلب المؤمن بوجود خالق وراء كل ذلك. فبعيدا عن العلمانية ففي هذا نتنفق جميعا ولايستطيع احد إنكار الحقيقة الموجودة وهي أن هناك خالق عظيم أحسن صنعا ومن غير الله يحسن صنعا.
الكون من الناحية الفلسفية والعلمية
تم وصف كلمة سماء سابقا، ونأتي الان إلى كلمة الكون، فتشمل كلمة الكون كل شئ كائن في حيز معين سواء أكان منظورا أم غير منظور، موجودا حاليا ونحس به، أو سيوجد لاحقا، وما نعلم عنه أو في علم الغيب. وبمعنى أشمل كل شي محيط بنا يشملنا ويشمل السماء علمي أو غيبي والناتج عن حقيقتين علمنا بالشئ وإيماننا بالغيب الذي ذكر في ديننا.
أما الكون الذي يمكن أن نراه بحواسنا العادية، فيمكن أن يعرف على أنه كل شئ موجود، أو سيوجد نتيجة عن الموجود. وطبقا لهذا التعريف وفهمنا الحالي لهذا المعنى، فإن الكون يشمل ثلاثة عناصر الزمان والمكان (الزمكان)، المادة والأشكال المختلفة من الطاقة التي تملأ هذا الزمكان، والقوانين الطبيعية التي تحكم كلا من الزمان والمكان. أو بتعريف أخر وهو أن الكون المرئي هو كل شئ ضمن الزمكان المرتبط بنا والذي يمكن أن يتفاعل معنا والعكس صحيح.
ولك أن تعلم أن 25 % من الكون يحتوي على المادة السوداء الغامضة والتي لانعلم عنها شئ حتى الان، وحوالي 70 % طاقة مظلمة غامضة أيضا لانعرف عنها شئ ولكنها قذ تكون من تأثير تلك المادة الغامضة، أما الباقي وهو حوالي 5 % فهذا هو الكون المنظور والمرئي لنا.
الكون المرئي طبقا للنسبية العامة
طبقا للنسبية العامة، فإن بعض مناطق الفضاء مع اننا نعلم بوجودها فإنها قد لا تتفاعل معنا حتى خلال عمر الكون كله، ذلك يعود إلى السرعة المحدودة للضوء والتوسع اللامحدود للكون. فعلى سبيل المثال، رسالة إذاعية أرسلت من الأرض قد لا تصل لبعض مناطق الفضاء، حتى إذا عاش الكون إلى الأبد، لان الفضاء قد يتوسع بأسرع من سرعة الضوء ولا يمكن للضوء في هذه الحالة أن يصل لذلك المكان ولا الرسالة.
فهذه المناطق البعيدة في الفضاء ونعرف بوجودها، ولا يمكن أبدا أن نتفاعل معهم فهذه المناطق لا تقع داخل منطقة الكون المرئي، فقط المنطقة المكانية الموجودة ضمن المكان أو الزمان الذي يمكن أن نتفاعل معها ونؤثر عليهم ويؤثرون علينا هو ما يطلق عليه الكون المرئي.
ونظرا لأن ملاحظة الكون يعتمد على موقع المراقب، ففي حالة سفر المراقب يمكن أن يتصل مع منطقة أكبر من الزمكان من المراقب الثابت، وأيضا أن الكون المرئي للسابق أكبر من الكون المرئي لللاحق. على الرغم من هذا، حتى المسافر بسرعة أكبر قد لا يستطيع التفاعل مع كل الفضاء. وفي حالتنا فإن الكون المرئي هو الكون المرئي من موقعنا الحالي في مجرة درب التبانة في زماننا الحالي.
الفضاء
أما الفضاء أو الفراغ هو هندسة الكون، فالتغييرات في الحجم أو في شكل الفضاء يحدثان بسبب حركة المادة والطاقة في الكون أو بسبب التغييرات في محتوى الطاقة ومادة الكون. ويقدر العلماء بأن الثلاث عناصر الاكثر شيوعا في الكون هي الهيدروجين والهليوم والاكسجين، ويعتبر الهيدروجين أكثرهم حيث تقدر نسبته إلى العناصر الاخرى بحوالي 90 إلى 99%.
سؤال اليوم السادس : ذكر الله في كتابه الكريم إنه خلق السماوات والأرض في ستة ايام ثم استوى على العرش .
اذكر اسم السورة ورقم الآية الدالة على ذلك ؟
( نكتفي بذكر اسم السورة ورقم الآية فقط ولا نكتب نص الآية )
ترسل أجابة هذا السؤال بعنوان ( اجابة سؤال اليوم السادس ) برسالة خاصة على معرف ( الشفق ) المشرف على المسابقة
وآخر موعد لاستقبال الآجابات الساعة السادسة مساء من يوم الغد الثلاثاء . وستعلن نتيجة كل يوم بعد صلاة المغرب مباشرة .
وسيكون معنا اثنين فائزين ممن توصلوا للأجابة الصحيحة وسيتم الاختيار بين المشاركين بالقرعة
وسيفوز كل واحد منهم ببطاقة شحن قيمتها خمسون ريالا .
( المسابقة من اعداد الأستاذ : عبدالله محمد عكور )
حصريا لمنتديات صامطة الثقافية
رمضان 1434



