نـعـم, المـربعـات تـُنـْهِكُ الْمَـفَـاصِلْ,أو أنّـهـا أتْعَبَتْهـا دونَ رحّمَة!
أظنْ بأنه يفترض أن يَعْلَمَ البطل,أن الضِفة الآخرى هي مصيره أو أنّها أرقُ منهُ على الأقل!
والـرصاص لم يعدْ يهمهُ أن يصيب الهدف أو الحيـاد عنه لأنه في النهاية يخترق الجسد ويتلذذ بالدماء!
.
.
.
تحليل الـ(...) في العنوان :

لاشك.أن من عناصر القصة القصيرة، العنوان. ويمثل العنوان عنصراً هاماً من عناصر تشكيل الدلالة في القصة، وجزءاً من أجزاء استراتيجية أي نص أدبي. وتتنوع العناوين، من حيث وظيفتها في القصة، فثمة عناوين تحيل إلى مضمون القصة، أو تُسْتَمَدّ من مغزاها، وعناوين لها طبيعة إيحائية، وعناوين لها وظيفة تناصية، وعناوين لها طبيعة استعارية، وعناوين يؤتى بها لتشوش الأفكار.

لكل فرد سردياته، ونصيبها من النجاح أو الإخفاق، ومن الجذب أو الإملال، ومن الإيحاء أو المباشرة، ومن الإيجاز
أو الإطناب. ونلاحظ في هذا العمل الرائع أن (أميرة) نجحت في إمتلاك المتلقي/القارئ ,وشده وجذبه إلى قصتها
لعنايتها وإتقانها لفن السرد وسحر القص.
.
.
.

كقارئ لكل ما تكتبه (أميرة الوله)أرى أن الكاتبة موهوبة.إذ أكتفت بلحظة مختزلة مأزومة لتعزز موقفاً خلقياً يحسن أن يَتَخَفَّى ولا يختفي,فالمباشرة الصريحة،والتقريرية,والوعظ، تضعف نسيج القصة.
وجمال (...خيرٌ مِنْ أُنْثَى السوءْ) يكمن في غموضها,الذي يدفع القارئ على الغوص فيها لقراءتها بطريقة سليمة تمكنهُ من الإستنتاج و بالتالي الفهم !
.
.
.
الحالة: وهي تقترب جداً من القصة القصيرة جداً، فهي تعبر عن موقف طارئ أو جزئية حياتية، كأن يكون سوء الحظ أوالإخفاق أو الموت. ومن كتاب هذا اللون (بورخيس/الأرجنتيني) وغيره من الكتاب الكبار.و للتأكيد على ما أقول, لابد من طرح السؤال الضخم والأهم ، وهو: ما القصة القصيرة ؟ والجواب كما يقول (امبرت): "هي عبارة عن سرد نثري موجز يعتمد على خيال قصاص فرد، برغم ما قد يعتمد عليه الخيال من أرض الواقع، فالحدث الذي يقوم به الإنسان، أو الحيوان الذي يتم إلباسه صفات إنسانية، أو الجمادات، يتألف من سلسلة من الوقائع المتشابكة في حبكة، حيث نجد التوتر والاسترخاء فيإيقاعهما التدريجي من أجل الإبقاء على يقظة القارئ، ثم تكون النهاية مرضية من الناحية الجمالية. (القصة القصيرة، لامبرت ص 52).
.
.
.
والحالة هنا (الوحدة)..!...إذا يرى البطل أن الوحدة خيرٌ لهُ من الأنثى التي عبثت بكلِّ مذكرٍ فيه!
.
.
.
(خـارج السـرد ) :


حقيقةً أشعر بأنني أقرأ عملاً .. للسمان غادة فهي ,غادة,تمسكُ بالعصا السحرية بعد أن تملأها بالنار و النور!
وتكتب للمحلقين في سحب الحب,للمحملقين في ملامح الوجوه الملونة بالاتراح, للمهاجرين مع أمواج الاحتياج
والتائهين فوق هضاب الغربة.تخط ُ لهم خطوطاً و شطوطاً و طلاسماً و رموزاً لا يستطيعون فكّها !
تجعلهم يتذوقونها بعواطفهم ,يشعرون فقط..أن ثمة مشاعر لا مست شيئاً خفياً في أعماقهم!
لتبحر وحدها .لا مجاديف تبعثر سكينة اليم سوى يديها عندما تُمْسِكُ بالقلم!


القديرة الكبيرة ..

أميرة الوله

شكراً لهذا الإبداع .. شكراً للإمتاع
وتحية إجلال لسمو اللغة و حرفية الحرف