نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

نظرت إلى ميدان رابعة وهو خاو على عروشه بعدما أخلته يد الغدر والطغيان ، نظرت إليه بعين الحسرة والأسى وكأن لسان حال الميدان يقول :

منْ ذا يداوي لوعة المشتاق ِ ***** ويكفكفُ العبراتِ في الأعماق ِ

من ذا يُعير فؤاده عند الذي ***** صدع الأحبةُ قلبَه بفراق ِ

ما كنتُ أحسبني أُراع لحادثٍ *** وألملم الأشواقَ كالعشاق ِ

متململا ليست تجود مخايلي **** إلا بما قدْ كان منْ إخفاق ِ

لا صاحبٌ أفضي إليه بحاجةٍ *** وأبيتُ مهموما أخا إيراق ِ

لله عيني ما تمل من البكا ***** مقروحة الأجفان والأحداق ِ

هاجتْ عليّ كأنّ مُوقَ حِداقها ** سُمِلتْ بشوكٍ وافرِ الأعراق ِ

والليلُ مطويٌّ كأنّ نجومه **** معقودة الأردان والأطواق ِ

طالت عليّ ولم تُعرني سمعها ** لأبثها ما كان من أشواقي

والنفسُ تقطرُ لوعة وصبابة *** يا ويلها مما أرى وألاقي

ما طار طيرٌ في الفضاء مغردا ** إلا انثنيتُ على همّ وإطراق ِ

يا رفقة بالأمس كانت ها هنا *** كيف التصبر بعد طول وفاق ِ ؟!

لله أنتم .. كيف صرتم بعدنا **** أوليس كلُّ مفارق ٍ لتلاق ِ؟!

إني ألفتُ ركوعكم وسجودكم *** وصيامكم في كل وقت لحاق ِ

مستبشرا بصلاحكم وفلاحكم ****** لله درُّ القائم السّبّاق ِ

تكبيركم زادي ومؤنس وحدتي *** تهليلكم نور على إشراق ِ

آثاركم فوق التراب ندية ****** منْ لي بما ضمته من أخلاق ِ؟

يا ليتَ شعري هل أراكم مرة *** أفضي لكم بالحب والأشواق ِ ؟

في كل شبر يا رفاقُ فجيعة **** ممّا جرى من وحشة وفراق ِ

حبَّاتُ رملي تستثيرُ مشاعري *** وتُريق ما قد غار في الآماق ِ

باتتْ تسائل عنكمو كلَّ الورى *** وتدور من يأس إلى إغلاق ِ

أوكلما هاجتْ رياح صبابتي **** طار الفؤاد محطّمَ الأعماق ِ

سأظل أبحث في الثرى علّ الثرى ** يوما يجود بوعدة وتلاق ِ

أرجو أن تقبلو النص على علاته ...