في يوم الوطن, أين موقعنا نحن الرياضيين من الاحتفالات, ونحن نكتفي بالفرجة؟ وأين مؤسستنا الرياضية من خلق فعاليات تشهد بوضوح على المشاركة في اليوم الكبير.
.. أعرف أن الوسط الرياضي ينتمي له الكثير من المتعاونين, الذين يحتفظون بأعمالهم الرسمية البعيدة عن الرياضة, ويكتفون بالمشاركة الجزئية في الأنشطة الرياضية كهواة, ولديهم حضورهم الرسمي والشعبي في احتفالات الوطن بعيدا عن الرياضة.
والأسئلة الموجهة عن غياب الرياضة في الاحتفالات تستهدف المظلة الرياضية الكبرى, رعاية الشباب, وذراعها الأهم اتحاد كرة القدم.
في السعودية, وفي آخر الإحصائيات السكانية, يبلغ عدد المواطنين أكثر من 18 مليون نسمة, نصفهم من الذكور والنصف الآخر من الإناث, يضاف إليهم نصف العدد من المقيمين ليصل بالرقم إلى قرابة الـ 28 مليونا, وأكثر من ثلث هؤلاء هم بين الرابعة عشرة والخامسة والأربعين, وهي الشريحة الأكثر اهتماما بكرة القدم خاصة والرياضة عامة.
ويبدو مضيعة للوقت تعداد أهمية الرياضة في تركيبة المجتمع ونسقه وعاداته واهتماماته بل ومزاجه, وأقرب مثال على ذلك الآلاف التي جاءت لمتابعة مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة, بعد أن رمت بكل همومها, واختلافاتها المذهبية والفكرية والسياسية والاجتماعية واصطفت في المقاعد الزرقاء, لمشاهدة كرة قدم, هل يوجد دليل آخر على أهمية الرياضة أكثر من هذا؟ وهل تعي الحكومة دور الرياضة في تشكيل مسار المجتمع؟ّ! أرجو ذلك.
.. وحتى لا أكون ممن يضع أصبعه على جرح ويكتفي بالدم يسيل عن جوانبه, أقترح على اتحاد كرة القدم أن يسعى من الآن لترتيب فعاليات تليق باليوم الوطني الكبير في عامه المقبل, وفي هذا الاتجاه أقدم بعض الاقتراحات لمؤسسة الرياضة واتحاد كرة القدم تحديدا:
- أتمنى من الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحديد ميادين لإقامة منافسات في الألعاب الرياضية المهملة التي نملك فيها مواهب, لا تعرف الطريق إلى المسرح, مثل الرماية, ولذلك أقترح على المؤسسة الرياضية, إقامة منافسات هواة في الرماية, ونصطاد عصفورين بحجر, نكتشف مواهب, ونحتفل.
- وفي اليوم الوطني, أقترح على المؤسسة الرياضية أيضا, محاولة إحياء اتحادات ميتة دماغيا, مثل اتحاد الرياضة للجميع, بتنظيم ماراثون العائلة, الذي يشارك فيه الأب, الأم, الأشقاء, والأطفال, كعائلة. سيكون في ذلك تشجيع لممارسة الرياضة, وتظاهرة لطيفة احتفالا باليوم الوطني. وحتى يشعر المقيمون بأهمية هذا اليوم, لا بد أن يسمح لهم بالمشاركة كجزء من هذا المجتمع.
- وفيما يخص اتحاد كرة القدم, أقترح على مجلسه الموقر, لعب مباراة السوبر بين بطلي الدوري والكأس في يوم الوطن, وإن احتج آخرون بأن هذا اليوم هو يوم إجازة رسمي, فمن الممكن تنظيم مباريات بين الأجيال الذهبية للكرة السعودية. أليس في ذكرى اليوم الوطني استذكار لأبنائه المخلصين الذين خدموه, فلماذا لا يكون لدينا مباراة بين أصدقاء ماجد وأصدقاء النعيمة, وأخرى في جدة بين أصدقاء جميل وأصدقاء عبد الجواد, أو بين أجانب الدوري ومحلييه, ويتم تنظيم فعاليات يشارك فيها الجمهور عل هامش اللقاءين, إضافة إلى أن دخلهما يمكن أن يصب في صناديق الجمعيات الخيرية, وبذلك نصطاد عصافير عدة.