يا إخوة يا أفاضل تحية تغشاكم أجمعين وبعد:
فلنكن منصفين دائما ولنضع الأمور في نصابها
ولنقرأ الأحداث عبر سياقاتها المكانية والزمانية ولنجرد أنفسنا من هواها..

هذه القضية تحمل من الإيجابيات أضعاف ماتحمل من السلبيات...
يا إخوة لابد أن ننظر إلى الحدث الذي وقع من جميع الزوايا حينئذ سنرى أننا متفقون معا ولسنا مختلفين فما أراه أنا من الأمام غير ماتراه أنت من الخلف وما تراه أنت من اليمين غير ما أراه أنا من اليسار ولو اقتربنا قليلا قليلا لرأينا أن كلا منا كان محقا ... ماقاله اليتيم لا يقول مؤمن على وجه الأرض بخلافه وما قاله أبوتركي لا ينكره عاقل وما قالته ظل المساء لايخالف نظرة الإسلام للمرأة إذن نحن كلنا متفقون ولكن تعالوا اقتربوا قليلا لنعطي الموضوع حجمه الطبيعي .. هي تقول بأنها تلقت دعوة من النادي ( لا يهم ممن بالضبط المهم أنها جاءت بناء على دعوة وبالتحديد دعوة شفهية) لا يهمنا ذلك المهم أنها حضرت ولم تكن سافرة ولا متبرجة وألقت كلاما طيبا رائعا لا يتعارض من مبادئنا هذه كلها إيجابيات من العدل أن نذكرها كما أنه من العدل أن نقول أيضا أن دخولها لوحدها دون دعوة عامة واختلاطها مع عدد من الرجال في قاعة واحدة وفي مناسبة شبه خاصة وهي الإثنينية كل هذا لا أعتقد ولا أتصور أن امرأة مسلمة ستفعله أو تجرؤ على التفكير فيه حياؤها على الأقل سيمنعها.. لا حظ أنني أقول " الحياء" ولا أقول "العيب".وإن كنت لا أختلف مع أخي الحبيب ابن الجرادية لأنه من حقها حتى المشاركة وإلقاء مالديها ولكن لا ينسى أخي الحبيب أن الإثنينية جلسة شبه خاصة فيما أعلمه لا يدعى إليها إلا الأعضاء وعدد الحضور كان محدودا في قلة من الأدباء ولو أن الموضوع كان بطريقة إعلانية كبيرة على مستوى المنطقة وكان الحضور كبيرا والدعوة عامة للجميع لهان الأمر قليلا ولكن الوقت والمكان أيضا كانا يحملان صفة الخصوصية ( مارأي أخي ابن الجرادية فيما أقوله هنا ) لماذا لم تطالب سمر بأن تكون الدعوة عامة لجميع أبناء المنطقة لكي يستمعوا إلى أدبها ولتخرج من أزمة الوقت والمكان تلك الأزمة التي جعلتها في موقف لاتحسد عليه ... لماذا وافقت على تلبية الدعوة بهذا الشكل من الخصوصية دون أن يدري أحد إلا بعد أن يتم كل شيء.. لو كانت تريد أن توصل رسالتها إلى الجمهور لاختارت أن تكون الدعوة عامة والحضور عاما أعتقد حينها سيخف صوت الانتقاد وسيصل صوتها وستكون سليمة الجانب مما سمعنا ورأينا لا أظن أنك تخالفني ياصديقي فنحن متفقان...
ومن السلبيات التي وقعنا فيها نحن أننا ألغينا قاعدة ترتكز عليها الحياة ألا وهي قاعدة الخطأ والصواب هذه القاعدة يا أحباب عندما تناولنا القضية ألغيناها تماما وكأننا نعيش في مجتمع ملائكي لا يخطئ أبدا فضخمنا الموضوع إلى درجة أتصور أنها بلغت من الضخامة أكبر مما سوف تبلغه كبيرة من كبائر الدين فهل يعقل ذلك من أمة مثقفة عاقلة تعالج أخطاءها بهذه الطريقة .. للأسف يا إخوة أننا حينما نقيم أفعالنا فإننا نحصرها في جهتين لاثالث لهما إما أن نمدح أفعالنا حتى نصل بها إلى ذروة الأفق وإما أن نسحقها ونلعنها وندفنها في أسفل سافلين ونسينا أن بعض الأمور تحتاج إلى الوسطية والعدل ومراعاة المصالح ودرء المفسدة مقدم أحيانا على جلب المصلحة وليكن لنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فانظر إليه كيف عالج أمر تلك المرأة التي زنت وانظر إليه كيف عالج أمر ماعز رضي الله عنه وقد زنى وانظر إليه كيف عالج أمر ذلك الأعرابي الذي بال في المسجد وانظر إليه كيف عالج أمر ذلك الرجل الذي قال له يارسول الله ائذن لي في الزنا.... انظروا يا إخوة كيف عالج الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الأمور ... التي لو عرضت علينا حالة واحدة منها لأقمنا الدنيا ولم نقعدها ولجلبنا عليها بخيل أقلامنا وكتبنا ومنتدياتنا ووووو.....
لتعلموا يا أحبة أنني لست مع ماحدث ولست في الوقت نفسه ضده لأن المرأة المسلمة لها الحق في العلم والتعليم والأخلاق والأدب والإسلام لم يمنعها حتى من القتال ولنا في نسيبة وخولة أكبر مثل ولم يمنعها من حفظ الأدب والشعر وقوله فهذه عائشة رضي الله عنها كانت تحفظ ما يزيد عن عشرة آلاف بيت وابن عباس رضي الله عنه كان يستدل بالشعر على تفسيره لكلمات القرآن واقرؤوا إن شئتم سؤالات نافع بن الأزرق لابن عباس..

خلاصة القول ياأحباب أننا استفدنا من هذا الخطأ الصغير فوائد عظيمة لعل من أهمها تكوين لجنة نسائية تكون مسؤولة عن مثل هذه النشاطات الخاصة بالمرأة .. وتفعيل دور المرأة في الأدب والثقافة من حيث السماح لها بإدارة نشاطاتها ضمن أطر ومناخات تكفل لها حريتها التي أعطاها الإسلام وتحفظ لها قيمها وأخلاقها التي أمرها بها دينها الحنيف... وبروز كوكبة من المثقفات ( وهذا كان ملحوظا في الاجتماع الأخير للنادي ) حيث حضرت كوكبة متميزة من المثقفات المسلمات وكانت لهن آراء صائبة ولكن الذي يؤسف في ذلك المساء أن التي أشعلت الفتيل لم تحضر تلك الليلة مع أنها(هذه المرة) تلقت دعوة عامة للحضور مما رسم علامات استفهام لم تجد لها جوابا .. ( ماالذي يجعلها تقبل دعوة خاصة ولاتقبل دعوة عامة في حين أن القضية هي بالدرجة الأولى قضيتها وكان يجب عليها أن تدافع عن نفسها ) ومن الفوائد أيضا أن المداخلات التي تمت في تلك الليلة دلت وبوضوح على حياة المثقفين لدينا وبأن الصف مازال متحدا وإن كان البعض قد حاول أن يحدث شيئا من الفرقة لكن تكاتف أبناء جازان دل على تماسكهم وقوتهم وتغلبهم على جميع الأزمات...
أخيرا أحب أن أقول للجميع: إن الصواب في كثير من الأحيان يولد من رَحِمِ الخطأ وإن الأمة التي تنتبه لأخطائها وتعالجها على الفور هي أمة سليمة من الأمراض تسري في عروقها روح العافية وهذا ما نأمله في أبناء جازان ... الأمر الوحيد الذي أخشاه يا أحباب وأخافه ويؤرقني ويؤرق كل مسلم وكل منتمٍ إلى بلادنا الحبيبة هو ما يحاول العلمانيون والعلمانيات تدبيره في الخفاء ووالله إنهم ليفرحون بفرقتنا ومشاجراتنا ولكن أسأل الله العلي القدير أن يجعل كيدهم في نحورهم وتدميرهم في تدبيرهم وأن يحفظ شبابنا وشاباتنا من فتن الشبهات والشهوات وأن يجعل هذا النادي منارة عالية وقمة شاهقة وأن يجعل أعضاءه ورواده ومحبيه من المثقفين والمثقفات أمة واحدة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله ...وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين..