... هي صدارة فقط ....


كشفت صدارة النصر الحالية العديد من الأقنعة التي كانت تخبئ خلفها ألماً وكرهاً وحقداً على النصر ولم يكن غريباً على من يدرك بواطن الأمور لديهم ومدى ما خلفته تلك الصدارة لهم فباتت تشكل أمامهم حدثاً غريباً أفرزوا ما بداخلهم تجاهه.

في الموسم الماضي نال الفتح لقب بطولة الدوري باستحقاق وجدارة وبحكم أنه الفتح مر الوضع عادياً فلم يحمل في طياته "احتقاناً" كما يحدث حالياً مع النصر على الرغم من أنها (صدارة) فماذا عملت تلك الصدارة بعدد من (ابتلى) بهم الوسط الرياضي.

فهناك من خرج بذاكرته من الموسم الماضي ووصف النصر بأنه اتهم مدربه السابق الكولومبي ماتورانا بالرشوة في سياق حديث يصف فيه تعامل مناديه مع المدربين واللاعبين الأجانب بأنه الأفضل ويجب أن يستفيد النصر منه.

وآخر بلغ "انين" الصدارة لديه بأن تمنى في ليلة رأس السنة الميلادية بأن تتحقق أمنيته تبعثر النصر.

وثالث يعمل كحكم متقاعد ويقيم أداء الحكام عبر صحيفته بعد كل مباراة سواء للنصر وغيره فيخرج منها في مباريات النصر فقط بضرورة أن فوزه كان بجدارة الحكم وأنه احتسب له ضربة جزاء غير صحيحة أو إذا كانت له ضربة جزاء مستحقة تجاهلها تماماً.

ورابع سخر "ريشته" لمحاربة النصر منذ عدة سنوات وارتفعت وتيرتها هذا الموسم بفعل تلك الصدارة فبات يقلل من كل فوز نصراوي.

وخامس وضع "تاريخه المزيف" لخدمة ناديه وجعل من أرقام النصر هامشية ولا يمكن له أن يتطرق لها إطلاقاً طالما أنها تتفوق على الأرقام التي لديه ولم يقتصر ذلك على النصر فقط بل تجاوز بأن قلل من أرقام رمز لاعبي النصر وعميدهم.

وسادس "سخر" الإحصاءات الخاطئة التي كان يملي بها على معلقي المباريات لمصلحة فريقه وتزييف أرقام مع إدراكه تماماً بأنه يعمل لمصلحة ناديه بينما لم يرك بأن هناك متابعون للحقيقة و"يضحكون" من هذه الأرقام.

وسابع عندما سئل عن توقعه للفريق الهابط هذا الموسم أجاب فوراً "الرائد" لماذاّّ من أجل أن "يحفز لاعبي الرائد لمباراة النصر القادمة علماً أن الرائد وبرصيده الحالي بعيداً عن الهبوط.

وثامناً بلغ معه حد الصدارة أن أشاد بصاحب المركز الثاني وأحقيته بالصدارة من تزعمها الحالي فلم يذكر اسم النصر إطلاقاً وإنما أشار إليه بالمتصدر حالياً أو الفريق الأول فقط.

هذه "عينات" مما ساقت عليهم تلك الصدارة آلاماً قضت مضاجعهم وأخرجت مالديهم ما كانوا يخبئونه فشكراً لتلك الصدارة التي كشفت عن أقنعة تخفي خلفها آثاراً جانبيه كان مدادها سنوات من الألم.

هل استكثرتم على النصر هذه الصدارة بعد غياب قرابة العشرين عاماً كان فيها حملاً وديعاً وبعد أن عاد "نقض" جروحاً لديكم عاد معها ألمها إذا لو قدر للنصر أن ينال لقب دوري هذا الموسم فماذا سيكون حالكم وإلى أي مدى ستصلون إليه وهل ستضيفون على ما قدمتم في الأسابيع الماضية ؟.

النصر يا سادة سيظل علامة فارقة في الكرة السعودية وحضوره من حضورها وهو من أوجد لغة خاصة بالبطولات عرفتها الرياض أوائل التسعينيات الهجرية وألغى سيطرة الأهلي على تلك الحقبة الزمنية في وقت كانت فيه بقية أندية الرياض تغط في نوم عميق.

إذا كانت هذه صدارة وما فعلته فقط في الأسابيع المقبلة ستشهد حالات لن تستطيع الاستمرار وستغير منهجها نحو البحث عن سبل أخرى من أجل وضع حد لها.

خالد المصيبيح