الجامعات اكتفت بـ«التسعينات» والكليات تمردت على «الثمانينات»
أين يذهب المتفوقون والمتفوقات
ماجد عقيلي (جازان)، سهى العرابي (الطائف)
تجرع آلاف الطلاب والطالبات خريجو الشهادة الثانوية مرارة الفشل في الظفر بمقعد جامعي اوفي اي من الكليات مما يعنى تحطم مستقبلهم في التعليم العالي.
ولم تكن جامعة الملك عبدالعزيز التي اغلقت القبول عند نسبة لا تقل عن 90%، وحدها التي اصابت المئات بالصدمة.. بل امتدت المعاناة في الجامعات الاخرى. وبعدما تجاوز الطلاب والطالبات مرحلة الصدمة الاول.. بدأوا يلملمون اوراقهم وملفاتهم ويشدون الرحال الى مناطق اخرى في اطار رحلة «لعل وعسى» في الحصول على مقعد جامعي في اي كلية بعيدة.
الا ان لسان حالهم خاصة المتفوقين والمتقوقات الحاصلين على نسب تفوق الـ85% يقول اين نذهب؟.
في جازان باتت الجامعة الوليدة متواضعة في نسبة القبول الامر الذي شكل معاناة اضافية لخريجي العام الحالي والذين لايتلاءم عددهم مع المقاعد الدراسية في الجامعة او الكلية الصحية او المعلمين او التقنية، واصبح اللجوء للكليات خارج المنطقة امراً حتمياً لكل من اراد اللحاق بمقعد دراسي.
الطالب عبدالعزيز ابراهيم زنقوطي حاصل على نسبة 90% لم يحالفه الحظ في الحصول على مقعد بكلية الطب بجازان والتي توقف القبول فيها عند نسبة 96%، فيما وجد نفسه احتياطياً في قسم اللغة الانجليزية بكلية المعلمين.. عندها ادرك ان الرحيل اجبارياً.. ويقول قررت السفر الى اي منطقة لعلي اعثر على كلية تقبلني.. والمؤلم ان نسبتي تعد ضمن المتفوقين.
وكان اعداد المقبولين في الطب والعلوم الطبية التطبيقية بجازان لم يتجاوز 75 طالباً، في وقت حقق فيه نحو 227 طالباً نسباً عالية في الشهادة الثانوية، اما كلية المعلمين فلم تقبل سوى 150 طالباً في تخصصات اللغة الانجليزية والعربية والرياضيات والدراسات القرآنية والمختبر.
من جانب آخر بات الطلاب والطالبات الحاصلون على نسب متوسطة ما بين 75 -85% مضطرين لما اسموه «البيات المستمر» في المنازل فلا امل لهم في اي مستقبل بالتعليم العالي وهم يتابعون معاناة من يفوقونهم في المستوى والنسبة.
وفي الطائف اغلقت الجامعة عند نسبة 88% الامر الذي اعتبرته الحاصلات على نسب اقل من ذلك تحطيماً لآمالهن خاصة في ظل عدم توفر خيار الانتساب. اما كلية التربية القسم العلمي فاغلقت عند نسبة 83%. واعتبرت الطالبة عتاب الغامدي عدم وجود انتساب بالجامعة اعلاناً بانهاء مستقبل الناجحات اللاتي تقل نسبهن عن 83%، وتقول انها حققت نسبة 80% ووجدت نفسها بعيدة عن اسوار الجامعة او الكلية ولا امل في الانتساب.. مما يعني قتل الطموح... وتساءلت ما ذنبنا؟!
واضافت ام طالبة حاصلة على 80% انها ترددت على كثير من الكليات ولم تجد في احداها اي منفذ لقبول ابنتها.. مشيرة الى انها كانت تتمنى لو ان هناك خيار الانتساب لاستيعاب عددٍ من الطالبات لابأس به.
واشارت عهود المالكي وعائشة القرشي ان فرصتهما الاخيرة هي كلية المجتمع وان تم فقدها فان آمالهما تتحطم نهائياً. من جانبه علق مصدر مسؤول بالجامعة ان القبول حسب المقاعد الشاغرة ، مشيراً الى ان كلية المجتمع فرصة لمن لا يتم قبولهم، واضاف ان الجامعة ليست الوحيدة التي لايوجد بها نظام الانتساب وهي حديثة عهد وتحتاج الى وقت لبدء هذا النظام.



رد مع اقتباس