من أكبر الفقد وأبلغ الحزن فقد الفتاة لأبيها
ألجمتنا المفاجأة والذهول لخبر وفاة والد زميلتنا الأخت دلال
وكم أحسسنا بالألم والأسى لهذا المصاب الجلل
وهنا حضر شاعرنا الكبير وأديبنا المتمكن بهذه القصيدة العملاقة
والتي حوت الإعجاز الأدبي واللغوي والفني في وصف هذا المصاب


أحقيقةٌ ستنامُ في عُمقِ الـثَّـرى
وأنا عـلـيـه كـأنتَ يـاأبـتـي سـواء
كم هو مؤلم أن تحس أنك فقدت حياتك بعد فقدك لمن يمثل لك الحياة
لا أريد أن أستطرد أكثر لكي لا أزيد أختنا دلال حزنا على حزنها
والله المستعان

أحقيقـةٌ سـأعـيـشُ عنـكَ بعـيدةً
ويلاهـــُ إنَّ العيشَ أكـثرُهـُ هباء

أوَ لم تكن عرشـاً وكـنتُ مـليكـةً
أختـالُ عزاًّ في جـنـابِ الأقويـاء

مامن نفيسٍ أشتهيهِ .. وجدتُّهُ
قبل السؤالِ .. أكنتَ تقرأُ ماأشاء ؟

دلَّـلـتنـي أيَّـامَ كـنتَ وبعدمـا
ولَّـيـتَ ولىَّ عن { دلالَ } الإحـتـفـاء

والله إنَّ الـكونَ بعـدكَ فـارغٌ
رغـم الـجمـيعِ ولاعنـاقَ ولا احتـواء
صدقت والله وأبلغت الوصف يا يحيى
فلا أحد يغطي مكان الأب أبدا لا أخ ولا عم ولا خال ولا قريب
يكفي أنه يحمل ميزة فريدة ميزة الأبوة الغالية .

أهديتُ وجهكَ في رحـيـلِـكَ قبلةً
مازلتُ أغبِطُها عليكَ بلا انتهاء

لـن تنتـهـي فلقد بدأتُـكَ قصَّةً
عنوانُها { ذكــراكَ في رئتي الهواء}
وما أحرّها من قبلة الوداع وما أقوى وقعها في النفس
صورة بليغة لوداع الفقيد صورة لم أقرأها ولم أسمعها من قبل
لله درك يا شاعرنا


والحمـدُ للـرحـمـنِ حـمـداً ذاًئعـاً
حين السُّرورِ وحين يحتدمُ البلاء

وصلاةُ ربي والسَّـلامُ على الذي
أهـدى شـفـاعـتَهُ لأمَّـتِـهِ نـقـاء
لا أحد سيقرأ هذه القصيدة ولديه إحساس ومشاعر
إلا ويعتصره الألم والحزن الكبير
لأنها صورت المصاب بدقة وبلاغة وجزالة فريدة

ولمن حمد ربه ورضي بقضائه وقدره الجنة والثواب العظيم
نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة وجنات النعيم
ونسأله تعالى أن يلهم أختنا دلال وأهلها الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون

فريد أنت يا يحيى في أدبك وشعرك وفصاحتك ولغتك
لله درك