كثرة الأتباع وقلتهم ليست معيارً لصدق الداعية].


"إن كثرة الأتباع وقلتهم ليست معيارً لمعرفة كون الداعية على حق أو باطل، فهؤلاء الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، مع كون دعوتهم واحدة، ودينهم واحداً، فقد اختلفوا من حيث عدد أتباعهم قلة وكثرة، حتى كان فيهم من لم يصدقه إلا رجل واحد، بل ومن ليس معه أحد. ففي ذلك عبرة بالغة للداعية والمدعوين في هذا العصر، فالداعية عليه أن يتذكر هذه الحقيقة، ويمضي قدماً في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، ولا يبالي بقلة المستجيبين له، لإنه ليس عليه إلا البلاغ المبين، وله أسوة حسنة بالأنبياء السابقين الذين لم يكن مع أحدهم إلا الرجل والرجلان.

والمدعو عليه أن لا يستوحش من قلة المستجيبين للداعية، ويتخذ ذلك سبباً للشك في الدعوة الحق وترك الإيمان بها، فضلاً عن أن يتخذ ذلك دليلاً على بطلان دعوته بحجة أنه لم يتبعه أحد، أو إنما اتبعه الأقلون، ولو كانت دعوته صادقة، لاتبعه جماهير الناس، والله عز وجل يقول: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}. سورة يوسف، الآية: (103).

انتهى كلام الإمام الألباني -رحمه الله تعالى-.
من سلسلة الأحاديث الصحيحة الحديث رقم: (397).