حدثتني إحدى النساء عن قلقها الدائم على زوجها الذي يفقد السيطرة على نفسه حينما تقع عيناه على امرأة جميلةزوجي وغواية الجميلات
في الشارع أو في السوق أو في العمل أو في التلفاز، إنها تعاني وتقول:
لماذا زوجي أنا فقط؟ فزوج أختي أو صديقتي وجارتي وغيرهن الأمر عندهن عادي ولا يعد مشكلة كما هي بالنسبة لي؟
وأقول لتلك السيدة ولكل الزوجات أننا في محيط واسع وفضاء مفتوح وصور الجمال المثيرة تطارد الرجل
وتحاصره حتى وإن غضّ بصره فهي تقتحمه بشكل لا إرادي، خصوصاً وأن الرجل بطبيعته بصري،
قد تمرّ امرأة جميلة في الشارع تلفت نظره فتحدث فيه استجابة سريعة وكيميائية رغماً عنه
ونحن النساء لا نفهم ما يحدث للرجل من تفاعلات نفسيه داخله وحينما سألت أحد الاستشاريين حول هذا الأمر قال:
عندما تقع عينا الرجل على إحدى الصور الإباحية أو على امرأة مثيرة أو حتى عندما يفتن في امرأة جذابة
إنما هو يشعر بنوع من النشوة وليس بالضرورة شهوة، إذ يندفع الأدرينالين عن طريق الاستمتاع بالنظر
وهنا يختار الرجل بين التفكير في الغواية أو الخطيئة، وهذا يعود إلى مستوى الأيمان والتقوى عنده،
فإن استسلم للغواية فإنه سيدمن النظر على المحرمات التي تمنحه لذة داخلية وقتية
ولهذا يستعيدها ثانية وثالثة في خياله حتى تصبح عادة لصيقة فيه أو يقلبها في عقله
مستنكرا فعله ويحاول أن يطردها من ذهنه ويقرر بالفعل أن يجتنب الدعوات البصرية المفسدة
لأخلاقه والمدمرة لعلاقته الزوجية والمحرضة على المشاكل مسترجعا تعاليم الدين ونواهيه في تأديب ذاته
وأطمئن كل زوجة تواجه هذا النوع من المشاكل:
1- أن الرجل قد يعجب بجمال امرأة وقد يطيل النظر إليها لا بدافع الشهوة إنما أشبه بالنظر إلى لوحة فنية.
2- أن البصبصة أو النظر في النساء في وقت ما ستكون شيء مزعج في الرجل وكأنه
أمر لا إرادي قد يدفعه إلى معالجته كمرض أو كحالة غير صحيّة.
3- لا تشكّي في نفسك.
قد تظنين أنكِ لستِ جذابة أو جميلة كفاية ولهذا انجذب زوجك إلى من هي أجمل منكِ،
فهذه المشكلة تواجه أجمل الجميلات والسبب لا يعود إلى نقص في المرأة إنما هي النظرة الغريزية اللاإرادية
المبنية في تركيبة الرجل الذكورية، ولهذا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) النظرة الأولى لك والثانية عليك.
فإن وقع البصر على صورة مثيرة دون قصد أو صُدفة لا يُلام،
بينما النظرة الثانية هي التي تترجم نية الرجل في الاستمتاع عن قصد وإرادة أو التورع عن الحرام خوفا من الله
وحرصا على أعراض الناس. هنا يحاسب الرجل على ارتكاب الذنب؛؛
الكاتبة والاديبة خولة القزويني
\\\
كل واحد يحافظ على الأدرينالين حقه ولا يتهور