أتوق الى فهم الحب . أدرك شعورى بأننى كنت مفعمة بالحياة حين أحببت , وأعرف أن كل ما أملكه الآن ,مهما يبد مهما , لا يلهب فى قلبى الحماسة..أما عن الحب الرهيب : رأيت صديقاتى يتعذبن ولا أريد أن يحصل لى ذلك .
كن يسخرن منى من قبل ومن براءتى . وها هن الآن يسألننى ماذا أفعل لكى أتمكن من الهيمنة على الرجال بهذا الشكل . أبتسم وأسكت , لأنني أعرف أن الدواء أسوأ من الألم نفسه .
الجواب بسيط وهى أنني لا أقع فى الحب . فقد بت أدرك مع مرور الأيام هشاشة الرجال وعدم استقرارهم وقلة ثقتهم بأنفسهم وتصرفاتهم التى لا يمكن التنبؤ بها..

:

احتملت الجراح الكثيرة عندما فقدت الرجال الذين أحببتهم . أما اليوم , فأنا مقتنعة بأن لا أحد يفقد أحدآ , لأنه لاأحد يمتلك أحدآ . هذه هى التجربة الحقيقة للحرية ,
أن نحظى بالشئ الأهم فى هذا الوجود دون أن نسعى إلى امتلاكه..!

:

بإمكان الكائن البشرى أن يتحمل العطش أسبوعا والجوع أسبوعيين , بامكانه أن يقضى سنوات دون سقف , لكنه لا يستطيع تحمل الوحدة ,لأنها أسوأ أنواع العذاب والألم .
كل هؤلاء الرجال الذين يتزاحمون على كسب ودها , كانوا يتعذبون مثلها , ويضنيهم هذا الشعور المدر , هذا الشعور بأننا لا نعنى لأحد شيئا على وجه هذه الارض ..!

:

فى داخلي ثلاث نسوة ويمكن لمن ينظر إلي أن يرى أى واحدة منهن ..
هناك الفتاة الصغيرة الساذجة
التى تنظر الى الرجل باعجاب , وتتظاهر بأنها متأثرة بقصصه عن السلطة والمجد ..
ثم المرأة المغوية التى تقضي دفعة واحدة على جميع الرجال الذين لا يملكون ثقة بأنفسهم ,
فتسيطر على الأمور وتوفر لهم الطمأنينة , فينتفى الداعى إلى القلق حيال أى شئ .
وأخيرآ الأم الحنون التى تبذل النصح للرجال المتعطشين إلى المعرفة ,
وتصغى باهتمام بالغ إلى مشكلاتهم , وهي في الحقيقة لا توليهم أدنى اهتمام .
أى من هؤلاء النساء تريد أن تعرف ؟



من رواية "احدى عشرة دقيقة " لباولو كويلو نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي