القصيدة كاملة
ولأنَّ من أهلِ المجنَّةِ من غمرني بالحبِّ ... أتيتُ لكي أشاركهم هذه الفرحة الكبيرة
عرفاناً لهم ويبقى الحبُّ هو الحبُّ نافذ السُّلطةِ في الزمانِ والمكان ...
وفاءٌ سفيرهـُ الحرف ...
وقفتُ كنجمِ الَّليلِ فوق المنصَّةِ
وكانت قوافي الشِّعرِ في الحفلِ حِصَّتي
أنا الشَّاعرُ المعروفُ يحيى ابنُ مَشعَلٍ
فقيرٌ ولكنِّي غنيٌّ بعفَّتي
ترعرعتُ في جازانَ كحَّلتُ أعيُني
بأهلي وجيراني , وعانقتُ ظبيتي
وفي المعهدِ العلمـيِّ لوَّنتُ دفتـري
وأطلقتُ للأحلامِ سِيقانَ هِمَّتي
ولي فوق هذي الأرض شرعٌ أعزَّني
بهِ الخالقُ المولى بآيٍ وسُنَّةِ
وللشَّاعرِ المفتونِ بالحبِّ قلبهُ
وفاءٌ لأهلِ الودِّ من غيرِ مِنَّةِ
أقولُ لشيخِ الوِدِّ إنِّي لأجلِهِ
تخلَّصتُ من قيدي وسجَّانِ عُزلتي
ولولاهـُ بعد اللهِ ظلَّت قصائدي
بـأعمـاقِ أدراجـي ككهفٍ وفِتيَةِ
وماذا سيُجدي الحرفُ في القرية التي
وهبنـا لها الأرواحَ من أجـلِ نظرةِ
هيَ الجنَّةُ الخضراءُ و الميمُ أصلُهُ
حديثٌ تليدٌ بين جدٍّ وجدَّةِ
هيَ اللَّيلةُ الـقـمرا بليلِ جنوبِنا
وعنقودُ تـوتٍ قـد تدلَّـى بدوحةِ
صحبتُ بها قوماً كأهلي أعدُّهُم
إذا حلَّني ضيمٌ أتونـي كـإخوتي
هلمُّوا وشدُّوني بِكُمِّـي وفجِّروا
على اللَّيلةِ الأنقى ينابيعَ مهجتي
وقولـوا لهذا الـلَّيلِ عنِّي وأوجزوا
فإنِّي وأيـمُ اللَّـهِ واجهتُ عثرتـي
وهل كان في الحسبان أنَّا سنلتقي
كما تلتقي الأزهارُ في المزهرَّيةِ
سـلامٌ على الشَّيخِ الكريـمِ وأهلِـهِ
وضيفٍ أتى كـالـرِّيحِ صوبَ المَجَنَّةِ
أرى موكـب التـاريخ يختـالُ بيننا
وأوراقه لـلــحـفـلِ عِـزاًّ تشهَّـتِ
تجلَّت لها في الدَّهرِ للشَّيخِ صورةٌ
تصبُّ ضياءَ الـشَّمسِ من كلِّ وِجهةِ
وفي وجههِ لـلـمـكـرمـاتِ منــازلٌ
على غيمةِ الأفـقِ الـبعيدِ تعلَّتِ
وغنَّت لـه الأخــلاقُ لـحنـاً وإنَّـهُ
يفوقُ ترانيـمَ الـحـمـامِ بـأيـكةِ
وللشَّيخِ صيتٌُ قد تعدَّى مكانَهُ
إلى آخرِ الدُّنيا فيا أرضُ أنصتي
كأنَّ يديهِ البحرُ والمـدُّ ثائرٌ
بكلِتيهِمـا أمَّـا عن الجـزرِ عفَّتِ
يروق له المعنى الجميل وتنتشي
بنيَّاتُ أفكاري وطرسـي وريشتي
وإن كان للأمجادِ عشقٌ وموعدٌ
هنا تلتقي الأمجادُ بالعاشقِ الفَتي
أيا شيخُ رفقـاً بالأهـالي فإنَّهم
يرونكـَـ بعد اللـهِ دفعاً لِكُربةِ
تمطَّت إليكـَ الحبَّ درباً قلوبُهم
وللحبِّ سلطـانٌ على كلِّ سُلطةِ
ومـا الحبُّ إلاَّ للذين تمـكَّنـوا
من القلبِ إنَّ القلبَ مأوى الأحبَّةِ
سيزهو بكـَ الكرسيُّ شيخاً ويحتفي
بكـَ الأهلُ عرفـاناً فأكرم أحبَّتي
وساند أبا سلمانَ في الأمرِ جُلِّهِ
وخذ منه حين الـخطبِ فنَّ المَشُورَةِ
وإن شطَّتِ الأقدارُ بيني وبينكم
تركتُ لكم روحي وعدتُ كميِّتِ
وإن يسألوني الأهلُ عنها أجيبُهم
هناكـ مع الأخيارِ روحي استقرَّتِ
كستها أيادي البرِّ أرقى مشاعرٍ
ومن فوقها صبَّت حنانَ الأبوَّةِ
وعذراً أبا يحيى حروفي تقاصرت
وهل كانت الأحجارُ نِداًّ لِدُرَّةِ
ولكنَّ نبضَ القلبِ في العُمقِ خطَّها
وكانت دموعي الحبرَ والضِّلعُ لوحتي
وصلُّوا على المختارِ والشَّافعِ الذي
ينادي بظلِّ العرشِ ياربِّ أمَّتي
فارس الكلمة يحيى المشعل ... منتديات صامطة الثقافية الشعر الفصيح