تعالي أيَّتها الأرض
لتقرأي شيئاً عن الأرواح الصادقة والغارقة في محيط الحب
تعالي وأنصتي لدندنة الوفاء بريشة قلب تأقلمت عليه فأجادت
والدي الغالي أبو إسماعيل ...
أعلم جيداً أنَّكـَ نادرُ الوصف روحاً وأعلمُ أنَّكـَ القمَّة إن لم تكن
فوقها وأعلمُ أنَّ أياديكـ تعطي ولا تأخذ
تلعثم الفارسُ في ردِّهـ عليكـ يانبض فارس
تقازم الحرف وارتجف العزف وهرول القرطاس
فإن أردت أن أتحدث عنكـ فإني أتطلب
الآفاق أوراقاً والمحيط حبراً والأزهارُ أقلاما
ليس لكي أنالكـ ولكن لأنال شيئاً منكـ
هنا لم تكن رائد مكان فحسب بل كنت والداً
رحيماً يمسكـ بيد ولده ليأخذهـُ إلى بر الأمان
وحديثُكـ عني وعن نجوميتي في تلك الليلة وصلني
فقد أخبروني أنك كنتَ تعيد المقطع مرات ومرات
وتتمتم بالمعوذات .. هكذا أخبروني فبكت عيناي فرحاً
بهذه الأبوة وكدت أن أطير من كثرة الفرح
حضورك يكفيني عن أمَّة لأنَّكـ تحملُ قلباً كالوطن
وذائقة كبساتين التوتِ والعنب وخلقاً كالنهر المتدفق
ولو لم يكن في الصفحة إلاَّ أنت لقلتُ كفى
لأنَّك تعني لي كلَّ شيء في هذه المسيرة وغيرها
أخرست المتفيهقين وقهرت الحسَّد وضمدت الجرح
بهذا الحضور المتناثر كضوء الشمس
وشكراً لتلكـ الدعوة وأعلم أنك لم تقلها إلاَّ لأنَّكـ تعلم
مالا يعلمه غيركـ عن الحسد والغيرة والمكر الماكثة في
قلوب أكثرية البشر كمكوث الأفاعي في جحورها
شكراً لأنَّكـ قلت كلمة حق ولم تكتمها
حفظك الله ورعاك وعافاك ورزقك من كل الطيبات
ولي أن أفخر بك حتى يرث الله الأرض ومن عليها
ابنك فارس