أقبلَ والوجه فيه نبرة حزن
نظر إليَّ بعينٍ تفيأَ في نظراتِها قلبي
وبصوتٍ كدتُ أن لا أسمعه من شدِّة حنوِّهـ
قال لي هل أنتَ من كتبَ قصيدة .. مرثيَّة على لسانِ فاقدة ؟
قلتُ نعم وربِّ الكعبة قال وعلى أيِّ بحرٍ كان زورقُكـ يمخر العباب
قلتُ له ياأخي الكريم القصيدة هي من تختار البحرَ والقافية
نزل من سيَّارته وشدَّ على كتفي وقال بكلِّ حبٍّ ومودَّة
أقسمُ أنَّكـ شاعر وفجأة تسلَّلت من عينيه دمعتان بريئتان
فقرأَ في ملامح وجهي سؤالاً من أجل تلك الدموع
فأجابني قبل سؤالي قائلاً والله العظيم لقد شرعتُ في المرثية
ولكني لم أسطع تكملتَها لقوَّة العاطفة التي توشحت به القصيدة
والله لو أنَّ لي في الأمر سلطة لجعلتها عرشاً لكلِّ قصائد الرثاء
وأتيتُ بكـ ملكاً على العرش في وطن البيان ...
من بعدها أغدقني بكرم قلبه وكفه ولم يغب عن فارس لليلة واحدة
أخبر الجميع أنَّه وجد في الصغيرة الكبيرة
وجد من يكتب بقلبه ويتخذُ من الدمع حبراً
ومن الضلوعِ أوراقاً ومن النبضِ حروفاً تخترق الصمم
وقالها بكلِّ حواسه ومشاعره الجيَّاشة هذا الشَّاعر
هو الذي زرع في قلبي أذناً لأسمعهُ بها واللهِ إنِّي لأسمعه
بقلبي وزاد إعجاباً بي بعد أن قرأتُ على مسامع قلبه
أيبى كيف يأبى حين يأبى ودفق النبض في جنبيه أنتِ
ومن ثم فاجأني بطلب قصيدةٍ لشيخهم الكريم ..
حاولتُ أن أعتذر ولكن ماذا تفعل الشمعة أمام الشمس
هل أردُ طلباً لمن يقرأني بقلبه لاوالله لن أفعلها إلاَّ أن يُلَف
على جسدي الكفن وأحملُ على أكتاف الرجال لمثواي الأخير
تحدى الجميع على أنَّ فارس هو الرجل المناسب في المكان المناسب
وبعد أن ألقيتُ القصيدة ونزلت أقبل إليَّ ضاحكاً كالحلم الجميل
في عمر الوسن وهمس لي بهذه العبارة ... ألم أقل لك أنَّكـ الفارس
عندها علمتُ أنَّ الله قد وفقني في ردِّ شيئاً من جميل هذا الرجل
والأجمل من هذا وذاكـ أنَّ هذا الرجل فعل كلَّ هذا من أجلي
وليس من أجله اتضحت لي بعد تواصل أكثر الأدباء والمتذوقين
من أبناء المنطقة والصيت الذي اكتسح المكان وفاح كالعطر الباريسي
وهاهو الآن يطوقني برده الأنيق ويشرفني به أمام أحبائي هنا
وكأنه يبعث برسالةٍ لي وللكلِّ مضمونها لن أتخلى عنكـ ماحييت
أستحلفكُم بمن بسط سبعاً ورفع سبعاً هل أستطيع أن أردَّ له
ماجا دبه عليَّ بعد رب البرية ...
أستاذي الغالي نايف الحمدي ياأبا وريف
حين يقف النبض عن قلب إنسان حتماً سيموت
إلاَّ أنا لأنَّك قلبي الثاني
هل سيحتمل الكون إن قلتُ له ماقلتَهُ لي بعد القصيدة بليلة
يادنيا اسمعي لحديث نايف وصمَّت أذناكِ إن لم تسمعِ
قلتُ له انتبه لنفسكـ من الطريق وأنت تقود سيارتك
لأنكـ مرهق فقال لي الحمدُ لله أنِّي وجدتُ من سيرثيني
بعد موتي ..... فبكيتُ حتى احمرت عيناي من تلك العبارة
أيُّ قلبٍ تحمله بين جنبيكـ أيُّ مشاعر سكنت حناياك
أيُّ مروءة تملك وأيُّ خلق تربيتَ عليه ..
لو أنَّ لي أمنية لتمنيتُ أن تكون نهراً في دوحة ليحتسي
من نبعكـ الجاري كلَّ من ألمَّ به الظمأَ فوالله لن يظمأَ بعدها قط
تلظى في الأسى قلبي زماناً ولكن بين عينيكـ استظلاَّ
أيُّها البحر
تعطَّلت لغة الكلام ومن قبلها تلاشت الأوراق وجف المداد
وشُلَّ البنان حين حاولت أن أفيكـ بشئٍ قليل
لقد بلع بحرُك الزاخر أنهارَ فارس
أخرست فصاحة لسانه وزلزلتَ أركان بيانه وجعلته أسير عجزه
طول زمانه ...
أكتمل جمال الحرفِ بطلَّتكـ البهيَّة وكسوت جفافها بضحكتك
الندية
وفاز فارس بكـ أخاً وصديقاً ورفيقاً وأنيساً وجليسا
فأنت بألف رجل ...
ولاأخفيك علماً أن لي في جنبات هذا المنتدى
أبٌ حاني هو أبو إسماعيل
أسعد الله قلبه أبد الدهر وكذلك أخٌ كأنت هو أعشق الليل
وكذلك أعضاء رائعون من كلا الجنسين
سأضعكم وأهلي في كفَّة وكلَّ الباقين في كفة وأراهن على عمري
أنَّ كفتكم ستكون هي الكفة الراجة من أول وهلة .....
يارب اجمعنا على طاعتكـ وإذا فرقتنا ففرقنا عليها
واجمعنا عليها عندكـ في جنات ونهر ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم
كان معكم قلب فارس لا فارس