· سورة المائدة (33)
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ
· إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
· إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
أية الفساد في الأرض بدأها الله بأية قتل النفس بغير نفس وجمع الفساد في الأرض في صيغة الإسراف والحرابة فقال إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفورٌ رحيم .
تأويل الآيتان من سورة المائدة تفيد بوضوح ما كتبه الله على بني إسرائيل ويدخل معهم في النسب كل من ينتسب لهم في العرق من أولاد يعقوب عليه السلام . السبب إنهم من سلالة نبي وهو يعقوب يسمى إسرائيل وأمنوا بالله فكتب عليهم ضبط امورهم في معايشهم وأنزل القرآن فيهم وقص قصصهم وجعل منهم خير امة للناس ولعن المفسد منهم ومسخ المعتدي منهم وسلط عليهم من يسومهم سوء العذاب يقتلهم ويستحي نساءهم فجعل الله لهم سبيل يخلصون به أنفسهم من ظلم بعضهم لكنهم لم يأخذوا الحق في قول الله واتخذوا الباطل بأن ميزوا أنفسهم كأن الآية لا تعنيهم وتعني المستضعفين القادرين عليهم أما هم فإن فسادهم لا عقاب عليه لهم الحق يقتلون وينهبون أموال الأمة ولا يحق لأحد فيهم ذلك ما جعلهم لا يأبهون لذنب ولا لخطيئة لأنهم امنوا على انفسهم بوعد الله لهم كما يزعمون أن ليس عليهم في الأميين سبيل يحق لبني إسرائيل أن يقتلوا متى شاءوا ومن يشاءون دون أي ندم ولا يجب أن يحاسبهم أحد إنما هم مصلحون والفساد في الأرض لا يعنيهم ويعني غيرهم من الناس بحكم من يعتدي على ارواحهم أو مصالحهم وممتلكاتهم وكل شيء يخصهم تعنيهم الآية وتخصهم بالفساد في الأرض وتجيز لولاتهم مجازاتهم بالقتل أو القطع من خلاف أو ينفوا من الأرض وفسادهم لا يجازون عليه بحكم براءتهم لأنفسهم بقوة سلطتهم وإيمانهم أن لا عليهم في الأميين سبيل يحق لهم القتل والنهب وأي شيء يريدون ولا يحق لغيرهم ما يحق لهم يحق لبني إسرائيل أن يعتدوا على من يشاءون ومن يعتدي عليهم يعتبر من المفسدون في الأرض . جعلوا الموازين تميل إلى كفة ظلمهم فنصبوا أنفسهم عادلين في الأرض وهم الظالمون والمفسدون في الأرض بما عصوا وتكبروا وأشركوا ثم قتلوا ونهبوا واستحلوا وتجاهلوا نداء رب العالمين لهم في قوله يا أيها الذين امنوا ولم يعني بالنداء الذين أمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون .
محمد المساوى