بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الخامس (( المسألة الزنبورية )) في النحو العربي 0(بين سيبويه والكسائي )0
مسألة : قالت العرب (( قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي )) وقالوافإذا هو إياها)) وهذا هو الوجه الذي أنكره سيبويه( إمام النحاة في البصرة ) لما سأله الكسائي (إمام النحاة في الكوفة )0
وكان من خبرهما أن سيبويه قدم على البرامكة فعزم يحيى بن خالد البرمكي على الجمع بينهما فجعل لذلك يوما فلما حضر سيبويه تقدم إليه الفراء وخلف فسأله خلف عن مسألة فأجاب فيها فقال له: أخطأت فقال له سيبويه : هذا سوء أدب , فأقبل عليه الفراء فقال له : إن في هذا الرجل حِدَّةً وعجلة ولكن ما تقول فيمن قال : ((هؤلاء أبُون ومررت بأبين )) كيف تقول على ذلك من وأيت أو أويت فأجابه فقال : أعد النظر فقال سيبويه : لست أكلمكما حتى يحضر صاحبكما 0
فحضر الكسائي فقال لسيبويه تسألني أو أسألك فقال سيبويه : سل أنت فسأله عن هذا المثال فقال سيبويه : ((فإذا هو هي )) ولا يجوز النصب وسأله عن أمثال ذلك نحو : خرجت فإذا عبد الله القائمُ أو القائمَ فقال له كل ذلك بالرفع فقال الكسائي العرب ترفع كل ذلك وتنصب 0
فقال يحيى بن خالد قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما فمن يحكم بينكما ؟ فقال له الكسائي هذه العرب ببابك قد سمع منهم أهل البلدين فيُحضَرون ويُسألون فقال يحيى وجعفر :أنصفت فأُحضروا فوافقوا الكسائي 0
فاستكان( غضب ) سيبويه فأمر له يحيى بعشرة آلاف درهم فخرج إلى فارس فأقام بها حتى مات ولم يعد إلى البصرة 0
ويقال في تخريج ذلك :
1. إن العرب قد أرشوا على ذلك ( فوافقوا الكسائي نكاية بسيبويه ) 0
2. أو إنهم علموا منزلة الكسائي عند الرشيد 0
3. ويقال إنهم قالوا : القول قول الكسائي ولم ينطقوا بالنصب وإن سيبويه قال ليحيى : مُرهم أن ينطقوا فإن ألسنتهم لا تطوع به 0
وإن شاء الله نورد فيما بعد قصيدة نظمها الإمام الأديب أبو الحسن حازم بن محمد الأنصاري القرطاجني حاكيا هذه القصة 0
وسنورد تراجم مختصرة لأعلام وأئمة النحو الذين ترد أسماؤهم وبالله التوفيق 0