للكاتب عبدالله باجبير

لا احد لم يشعر في فترة من فترات حياته بشيء من الخمول والكسل، ولا احد منا لم يستشعر مرة بان لا جدوى من اي فعل يقوم به وبان الحياة ليست جميلة ولا تستحق ان تعاش. ولذلك فانه يتعين على من ينتابه الشعور ان يختلي بنفسه ويفكر في هدوء في الطريقة التي يمكنه بها هزيمة هذا الشعور وان يبدأ باتخاذ خطوة ايجابية الى الامام في اتجاه استرداد النشاط والحيوية.
الدكتور ديك كيرتشز والدكتور ديك برينكمان يقولان في كتابهما المشترك «الحياة تخطيط» ان تحديد الاهداف حسب اهميتها بالنسبة لنا ثم اتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ خططنا سوف يساعداننا كثيرا في تحقيق آمالنا وطموحاتنا في الحياة. ويضيف المؤلفان قولهما: ان تحديد الهدف يوفر الوقت والجهد ويخلق القوة الدافعة لتحقيق هذا الهدف.
يستعرض الكتاب نماذج مختلفة من البشر بهدف بناء مواقف جديدة تساعد القارئ على اكتشاف قدراته ومهاراته الحقيقية وعلى تنمية العادات السليمة التي تمده بأكبر قدر من الطاقة فضلا عن اهمية تكوين علاقات طيبة مع الآخرين في ظل حياة ايجابية هادفة ومثمرة.
يؤكد الكتاب على ضرورة مراجعة ما تم انجازه من خططنا لتحديد الخطوات التالية، وعلى اهمية ان نثق بأنفسنا وفي ان الهدف الذي يبدو لنا الآن صعبا سيكون في امكاننا تحقيقه طالما اننا نملك العزيمة وقوة الارادة وطالما اننا نوجه اهدافنا نحو تحقيق شيء ما نريده ونرغب فيه.
في اعتقاد المؤلفين ان على المرء ان يتذكر ان الحياة تمنح الانسان الفرصة كي يتعلم من ماضيه الدروس المستفادة التي تزيد من خبراته وتنمي شخصيته وتصقلها وتزوده بالحكمة وبالرأي السديد وببعد النظر وكل هذه الصفات سيكون لها الدور الاكبر في ان يصبح الغد اكثر اشراقا.
وينتهي الكتاب الى القول بان الحياة الاجتماعية اخذ وعطاء وان على الانسان الذي يريد بلوغ النجاح في حياته الاجتماعية ان يقيم علاقات طيبة مع الآخرين تخلو من الانانية وحب الذات، وان يكون دائما عند حسن الظن به اذا ما تطلبت مواقف الحياة منه ان يقدم العون المعنوي والمادي لمن تعثرت خطواتهم على طريق الحياة!