[[]] [] [[]]
قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله :
[[ الله جل وعلا جعل للنصر أسبابا وجعل للخذلان أسبابا ،
فالواجب على أهل الإيمان في جهادهم وفي سائر شئونهم أن يأخذوا بأسباب النصر ويستمسكوا بها
في كل مكان في المسجد وفي البيت وفي الطريق وفي لقاء الأعداء
وفي جميع الأحوال ،
فعلى المؤمنين أن يلتزموا بأمر الله ، وأن ينصحوا لله ولعباده ،
وأن يحذروا المعاصي التي هي من أسباب الخذلان ،
ومن المعاصي التفريط في أسباب النصر ،
الأسباب الحسية التي جعلها الله أسبابا لابد منها ،
كما أنه لابد من الأسباب الدينية ،
فالتفريط في هذا أو هذا سبب الخذلان
والله جل وعلا يقول في كتابه العظيم وهو أصدق القائلين :
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ]
هذه الآية العظيمة خطاب لجميع المؤمنين أوضح فيها سبحانه أنهم إذا نصروا الله نصرهم سبحانه وتعالى .
ونصر الله من المؤمنين هو :
اتباع شريعته ونصر دينه والقيام بحقه ،
وليس هو سبحانه في حاجة إلى عباده بل هم المحتاجون إليه
كما قال عز وجل : [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ]
فالناس كلهم جنهم وإنسهم ملوكهم وعامتهم
كلهم في حاجة إلى ربهم
وكلهم فقراء إلى الله والله سبحانه
هو الغني الحميد ،
فنصره سبحانه هو نصر شريعته
وهو نصر دينه هذا هو نصره ،
نصر ما بعث به رسوله وأنزل به كتابه الكريم ،
فإذا قام المسلمون
بنصر دينه والقيام بحقه ونصر أوليائه
نصرهم الله على عدوهم
ويسر أمورهم
وجعل لهم العاقبة الحميدة
كما قال تعالى :
[ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ]
وقال سبحانه : [ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ]
والصبر والتقوى يكونان :
بنصر الله ، والقيام بدينه سبحانه ،
والتواصي بذلك في السر والجهر في الشدة والرخاء في حال الجهاد وما قبله وما بعده وفي جميع الأحوال .]]
مجموع فتاوى الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
م 7 ص 6 وأصلها محاضرة ألقاها الإمام ابن باز في نادي مكة الأدبي في 29 / 11 / 1412 هـ