آخر ما قلته لعـنترة العـبسي
للشاعر / علي الأمير

أرح جوادك إن الحـي قـد خذلـك=وانس البطولات أو فاخفض بها جدلك
حشدت فوق رمال المـوت أسئلـة=ما مر دهـر بهـا إلا وقـد سألـك
أما ترى القيـظ والأحـلام حافيـة=وأي ليل تـرى لا يصطفـي وجلـك
مثلـي ومثلـك لا يـدري هزائمـه=من انتصاراته .. المقتول كم قتلـك
وعوده البيض لـم يمسـك أعنتهـا=وأنت تنسج مـن غلوائهـا حللـك
تمضي الرعود وروح القفر خاشعـة=ما أبعد الغيث والأنواء تحمـل لـك
لقد خلقـت كمـا شـاؤا وأعجبهـم=فقبلـوا فيـك أيـدي سيـد بذلـك
هل انتصرت علـى شـداد ؟ ربتمـا=نصر تعلـق فـي أقواسـه أملـك
قد انتزعـت قبيـل المـوت رايتـه=وحـر أبنائـه بالكـاد ينظـر لـك
تظن أن الفتـى مـن قـال هاأنـذا=من قال هاأنذا يا ابن السـواد هلـك
كم دست من طيء راياتها ومشـت=عراب خيلك فوق العرب تهتف لـك
إن المروءات لا تختال فـي نسـب=والمجد ما اهتم في أي الشعاب سلك
بكـل عبلـة قـد قامـت قيامتهـم=على لياليـك حتـى قيـدوا سبلـك
تقبل السيف يا الفلحاء كـن حـذرا=من السيوف التـي ضمنتهـا قبلـك
أبا المغلـس والهيجـاء شاخصـة=لماء وجهك دع وجهـا تمثـل لـك
ودع لذبيـان أو عبـس ضراوتهـا=مهما علوت فهم أسيـاد كـل فلـك
كم اغتسلت من الظلمـاء مصطفيـا=ماء السراب فليت الوهم قد غسلـك
لأنت كالليل أنى اختـار مـن جهـة=ما فر من حلـك إلا اجتبـاه حلـك