ببالغ الأسى والحزن تجبر نفسك على مواصلة قراءة أو سماع شئ ما يناقض الفطرة السوية،
ويعكس تيار الحقيقة ويحدث الإرتباك في انسيابية الكون،

هذا الكون المنتظم الجميل والمبرمج على سنن وقواعد لا تقبل الاهتزاز، ولا تتعاطى الا مع منطق العقل،

ولكن لا ريب ان رأيت نشازا ما يشذ عن هذه القاعدة الكونية

ويحاول أن يصبح هو قاعدة بحد ذاته تحت اي ستار وبحجة واهية لا تقوى على الوقوف فضلا عن المواجهة.

الزيف: (هو في نظري) تحدي الحق الزيف هو أكبر وابشع واعظم جريمة وجدت،

وأعظم وابشع واكبر منه تقبل بعض النفوس له ورضاها به مع وضوح عواره وانكشاف ستاره،

ولعلك لا تبالغ ان قلت ان بعضا من تلك النفوس لا تكتفي بالقبول به

بل تذهب كل مذهب محاولة جهدها اثبات انه القاعدة وكل ما يخالفه هو الزيف.

الكذب، لعله التعريف الشائع للزيف ولذلك كان موقف الشريعة صارما تجاه هذا العفن الاجتماعي
مشددا العقوبة ومغلظا الوعيد لمن يتجرأ على قلب الحقائق،

فاستساغ المصطفى ان تصدر بعض الذنوب من المؤمن كالزنا والسرقة ولكنه رفض بشدة ان يصدر من مؤمن الكذب.

والزيف او الكذب قد يأخذ اشكالا عدة فقد تجده في مقال تقرأه ينضح بالتزييف وطمس الحقائق وتضليل القارئ تجاه قضية معينة .

وقد تسمعه في تضخيم لقضية ما وتصويرها على أنها هي القضية المصيرية بينما هي في الواقع اقزم بكثير

وكلما زادت مساحة انتشار الزيف كلما عظم الجرم

وكبر الخطر والمصيبة هي ان ينشأ جيل يردد الزيف ويعتبره ديدنه ومنهجه وحقيقته التي لا مناص عنها

لأنه لم يعرف غير هذه الاسطوانة المشروخة تتكرر،

فيصبح الجيل منافحا ومدافعا عن الزيف ومعتقدا انه الحق المبين،

فأي جريمة ابشع من مصادمة السنن وقلب الفطر وتضليل الأجيال

حتى لو كان باسم الحق




من خربشاتي