لِكُلٍّ حُلمهُ ، وَفي الشَّمالِ تَعلَّقَ حُلمي !





الآنَ تَلْفظُ فيَّ البيدُ أضْرِحَةً
حُبْلى تُغمِّسُ فِي أحْشائِها كَبِدي
مَعْجونةٌ بِالشَّتاتِ المُرِّ فَرْوتها
والمَوْتُ حِلٌّ بِوَجْهِ الرَّمْلِ كالأبَدِ
تَنُثُّ عَنِّي الحُداءاتِ التي انْبَجَسَتْ
مَلفوفةً بِرؤًى غابَتْ وَلَمْ تَعُدِ
كأنَّها في سِلالِ الغَيْبِ عالِقَةٌ
يُفَرِّخُ الجُوعُ فيها صُفْرَةَ الأَوَدِ!
مُرَاقَةٌ وَهيُولى وَجْهِهَا انْفَرَطَتْ
عَنْهُ التَّفاصيلُ زَحْفًا حَيْثُ مُقْتَعَدي
مَتَى توّحَّدَتُ فيها؟ كيْفَ أنْجَبَني
هَذا الحَنينُ لَها جُرْحًا بِلا عَددِ ؟!
للعُشْبِ حينَ انْهِمارِ اللَّفْحِ وَشْوَشَةٌ
عَنْ قِصَّةِ الغَيْمِ لمَّا كانَ مُتَّسدي
والرِّيحُ تَسْتَرِقُ السَّمعَ الذي انْشَطَرَتْ
في حينهِ لِتُعَرِّي ضِحْكَةَ البَلَدِ
أيُّ الحِكاياتِ هَذا اليومَ تَمْضَغُهُ
وتَنْفُضُ الرَّجْفةَ الحَمْقاءَ فِي القِدَدِ ؟!
تَسومُني مِنْ تهاويمِ الرَّحيلِ سُدًى
مُهيْمِنًا عَن أقاصِي الحُلْمِ لمْ يَحِدِ
يا ليْتَني قَبْلَ ميلادِ الجَفافِ بِهِ
مَحْروثَة الرُّوحِ أوْ مَنْسيَّة الجَسَدِ
عَلَى التَّبَعْثُرِ يَنْمو الظِّلُ مُنْتشيًا
يُمازِجُ الخُطوةََ البَيْضاءَ بالنَّكَدِ
كَباسِطٍ فِي مَرايا الفَجْرِ أذْرُعَهُ
وللمُنَى هَمْهَماتٌ طَلْعُها بِيَدي !
زُهَاءَ حُلْمٍ هَمَى فِي مُقْلَتِي ظَمَأٌ
ألْقَى ارْتِعَاشَتَهُ فِي راحَةِ الرَّأَدِ
حَدّ الذُّهولِ يَمُرُّ الدَّمْعُ مُسْتَتِرًا
بَيْنَ الوجوهِ وَصَبْري فيهِ لَمْ يَرِدِ
أؤوبُ بِي طِفْلة خَجْلَى تُشاغِبُها
طاحُونَةُ الرَّمْلِ فِي أحْلامِها الجُدُدِ
هُنا انْثَنى دَونَ روحي لوْنُ بارِقةٍ
كأنَّهُ لمْ يَكُنْ يَوْمًا وَلَمْ يَلِدِ !
واسَّاقَطَتْ جَنَّةٌ أثُّثتُ تُرْبَتَها
زَهْرًا وَكانَتْ لِقَلْبِي خَيْرَ مُلْتَحَدِ
نَبَتُّ فِي راحَتَيْها دَمْعَ قافيَةٍ
مُنَضَّدًا يَنْفُثُ الأحْلامَ فِي العُقَدِ
ولَمْ تُعِرْني ابْتِكاراتُ المُنَى سَفرًا
كَلَثْغَةِ الفَجْرِ للماضي وَلَمْ تَعِدِ
تَهشُّ وَقْتَ ابْتِهالاتي عَلَى حُلمي
مَناسئُ القَلَقِ المَكْفوءِ فِي الرَّغَدِ
ماذا تَبقَّى وَتِلْكَ الرِّيحُ سادِرَةٌ
بِثِقْلِها تَنْقُرُ الآمالَ بِالزَّنَدِ ؟!
رَقَمْتَ أحْرُفَها بالدَّمْعِ فارْتَعَشَتْ
خُطاكَ مِنْ ثلْجهِ المَطِليِّ بالكَمَدِ
اِبْكِ المُضاعَ أرَقْتَ الآنَ ضِحْكَتَها
فَحَنَّطَتْكَ احْتِقارًا رَغَوَةُ الزَّبَدِ !!
قَلوْتها فَنَمتْ في جوْفِها لُغَةٌ
تَناسَلتْ مُنْذُ عادَ الليْلُ بِالمَدَدِ
حَيْثُ الشَّمالُ يَحلُّ الحُزْنُ زينَتَها
وَفي الخَلاخيلِ نَوْحٌ فَضَّ مُعْتَقَدي
هُناكَ ألقَمَها الجَدْبُ المَقيتُ دُجًى
وَغَيْمَةُ الطُّهْر بِالمَرْجوِّ لَمْ تَجُدِ !