أحبـبـتـهـا حــبــاً أثــــار هــواهـــا ... وحلـفـت أنـــي لا أحـــب سـواهــا
أخلصـت فـي حبـي لهـا فأصابنـي ... سـهـم فـكـم يــا صاحـبـي قـتـلاهـا
لكـن هــي الأقــدار يــا قلـبـي فـمـا ... كـل الأمـور تسـيـر وفــق هـواهـا
هي أخلصت في الحب مثلـك إنهـا ... نعـم الحبيـبـة مــن هـويـت سنـاهـا
هـي لـم تخـن عهـد الــوداد فربـمـا ... أنــت المـنـى يـومـاً وأنــت فـتـاهـا
هي من بنات الصيد تسكـن هاهنـا .... أرض الجنـوب سمـا بهـا مـأواهـا
إنــــي لأحــلــم بـالـلـقـاء لأنــنـــي ... أهـفـو للقـيـا مـــن هـويــت لـقـاهـا

عريشـيـة والـفـل طـــوق جـيـدهـا ... والكـحـل بـيــن جفـونـهـا يتـبـاهـى
عريشيـة والظفـر أصــدق شـاهـد .... والـحـفــة الــغــراء مــــا أبـهـاهــا
فــإذا مـشـت مـثـل الظـبـاء بـخـفـة ... تحـريـك يـسـراهـا كـمــا يمـنـاهـا
عاثـت بقلبـي واختلـت بمشاعـري ... ما كنت أعرف مـا الهـوى لولاهـا
فمكثـت اســأل والظـنـون بداخـلـي ... هـل أنثنـى أم أمـضِ فــي نجـواهـا
فأجـابـنـي قـلـبــي وقــــال لـعـلـهـا ... يــومــا سـتـعـلـم أنــنــي أهــواهــا

لم أرض حتى سرت إثر مسيرها ... وسريت أرقب في الدجى ممشاهـا
حتى دنـوت وقـد دنـت مـن مقلتـي ... شـبـراً وبـاحـت بالـهـوى عينـاهـا
فنظـرت فـي كـفٍ بـدا مــن فـوقـه ... نـقــش مـــن الـحـنـاء زاد سـنـاهـا
والـثـوب مـيـلٌ والمـصـر مـطـرزٌ ... طـرزاً لعـمـري قــد أبــان حيـاهـا
لبست مـن الكـاذي علـى شعـر بـه ... خـضــر مـغـبـرة فـفــاح شــذاهــا
وكــذا الغُلـيّـا والـبـنـات وغـيـرهـا ... مـــن والـــةٍ وعـيـثــران كـسـاهــا
والطيـب يمـرح فـي جبيـن ساحـر ... ومــن الـزبــادِ تـوشـحـت أذنـاهــا
عريشيـة يكسـو المحـاف جبينـهـا ... مـثـل الـدراهـم والـحـلـى تغـشـاهـا

عريشـيـة العينـيـن حـقــا والـلـمـى ... عريـشـيـة الـخـديـن مـــا أحـلاهــا
عريـشـيـة رب الـبـريـة صـاغـهـا ... ومـن المحـاسـن بالجـمـال حبـاهـا
عريـشـيـة مـثــل لـكــل مـصـونـة ... بــل عـفـة الـعـذراء فـــي معـنـاهـا
يسقي شعاع الشمس نـور جبينهـا ... فالـبـدر مــاذا فـــي سـمــا دنـيـاهـا
ملكـت قـلـوب العاشقـيـن بلحظـهـا ... بيضـاء أصـدق مـا بـدت سيماهـا
هي سر هذا الكـون رغـم سكوتهـا ... بـل قصـة قـد حـرت فـي مغـزاهـا

نـالـت جـمـالاً فــوق كــل جمالـهـا ... والحشمـة العصـمـاء فــي مـرآهـا
تصبـو لخدمـت بعلهـا وصغارهـا ... زوج مطـيـع مــا دهـــاك دهـاهــا
تحيـا الحيـاة علـى الكـفـاف تيمـنـاً ... فقلـيـل قــوت فــي الحـيـاة كـفـاهـا
فاظـفـر بـهـا تـربـت يــداك لأنـهـا ... مــن معـشـرٍ والـديـن قــد أعـلاهـا
عريشـيـة بـنـت الأكـابــر شـأنـهـا ... شـأن الأكـارم فـي رضـا مولاهـا
لـو خيرونـي فـي النسـاء جميعهـم ... ما اخترت زوجاً في الحياة سواها


للشاعر : مكي حداد