مقال رائع بجريدة الوطن

http://www.alwatan.com.sa/news/write...=2192&Rname=98

صالح العمودي

حطين ومعاقبة المتفوقين

من حق البطل - أي بطل - أن يحصل على بطولته، يفرح بها، يشعر بوجودها، يحتضن كأسها أو درعها، يلمس بين يديه شيئاً ما يرمز لما حققه وأنجزه.. شيئاً يذكره أن قطرات العرق التي نضح بها جبينه لم تذهب سدى وأن المكافأة في جيبه قبل أن يجف عرقه..
ذلك هو الأصل الثابت في كل ميادين التنافس الرياضي ، فلا طعم للبطولة ولا حلاوة للإنجاز ما لم يرافقه ويتزامن معه استلام الكأس أو الدرع أو غيرهما من صور التكريم والتقدير العيني.. واضغط على العيني الذي يشاهد محمولا بين الأيدي ومرفوعاً فوق الرؤوس.. وكل هذا لم يحظ به نادي حطين الذي فاز في الموسم الماضي ببطولة الدوري الممتاز لكرة القدم للناشئين .. فبالرغم من قرار اللجنة المختصة بالاتحاد السعودي لكرة القدم القاضي بإسقاط الطعن الذي كان قد تقدم به نادي الاتحاد ضد لاعب حطين أحمد المجرشي في قضية التزوير في عمر اللاعب.. وبالتالي اعتماد البطولة لنادي حطين إلا أن النهاية السعيدة للبطل المتوج لم تكتمل بعد.. فحطين لم يستلم كأسا أو درعا ترمز لهذه البطولة الرسمية.. ولم يستلم كذلك المكافأة المالية المخصصة للبطل..
الغريب والطريف في نفس الوقت أن نادي حطين حقق في الموسم الماضي عدة إنجازات أخرى خلاف بطولة الناشئين ومع ذلك لم يحصل على مكافآتها، الأمر الذي جعل رئيس النادي ومنسوبيه يطلقون عبارتهم الشهيرة "نحن نعاقب على تفوقنا".. والحقيقة أن موجة من الكوميديا السوداء جرفتني معها تحت وابل هذه العبارة الساخرة والمؤلمة ، فكيف يمكن إرساء قواعد التطوير الرياضي لدينا وتحفيز الشباب والناشئين وجذبهم للأندية ومنافساتها.. في الوقت الذي يعاقب المتفوق والبطل بحرمانه من كأس البطولة ومكافآتها؟
لا يوجد مبرر لما حدث ويحدث مع هذا النادي البطل.. أقولها وأكررها مهما كانت حجج وحيثيات الجهة المسؤولة في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فمادام أنه استحق البطولة بجدارة وتم الاعتراف له بها بعد إسقاط الاحتجاج الاتحادي، فليس هناك ما يبرر إيقاف التنفيذ، أعني تنفيذ الفصل الأخير في مشوار المسابقة بإسدال الستار وإعلان هوية البطل وتتويجه باللقب والكأس والمكافآت المالية المستحقة.
الذي أعرفه عن نادي حطين أنه من أندية الظل المغمورة في جنوبنا الجميل .. لكن الذي لا أعرف هو سر هذا الحرمان الرسمي الذي يلاحقه ويترصده مع سبق الإصرار.. فما ذنب هذا الحطين إن كان قد نجح على مستوى القاعدة "ناشئين وشباب" في تحطيم أسطورة "الكبار" وحل عقدة " الامتياز " وسبق الجميع ليتربع على عرش البطولة؟
لا أريد المطالبة هنا بإنصاف هذا النادي وتتويجه بكأس البطولة وصرف مكافآتها فهذا حقه الذي لابد أن يحصل عليه.. لكنني أطالب بمحاسبة الذين تسببوا في وقوع هذا الخطأ واستمراره حتى الآن.. فنحن في رمضان.