توقف الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته في خيمة أم معبد في الصحراء ولم تكن بها إلا شاة عجفاء عازب ولا لبن بها ، فاستأذنها في أن يحلبها فأذنت له ، فمس على ظهرها وذكر الله ومس على ضرعها وذكر الله ثم حلبها بيديه الشريفتين حتى ملأ إناء يشبع الرهط ، فسقاها وسقى أبا بكر الصديق رضي الله عنه وسقى من معهما ، ثم شرب بعدهم جميعا وأطلق تلك العبارة التي خلدها التاريخ (( ساقي القوم آخرهم)
فلما عاد زوجها أبو معبد وجد عندها لبنا ، فلما سألهااخبرته القصة فقال لها صفيه لي ( يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:


((ظاهر الوضاءة ، حسن الخلق ، مليح الوجه ، قسيم وسيم ، في عينيه دعج ، وفي أجفانه وطف ، وفي صوته صحل،أحور أكحل ، أزج أقرن، في لحيته كثافة، إذا صمت فعليه وقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء،كأن منطقه خرزات نظم ينحدرن، أبهى الناس وأجملهم من بعيد ، وأحلى الناس وأقسمهم من قريب ، غصن بين غصنين وهو أنضر الثلاثة منظرا ، له رفقاء يحفون به إذا تكلم سمعوا لقوله وإذا أمر بادروا لأمره))

ولتعلموا أحبتي أنها كانت تصف النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الثالثة والخمسين من عمره ، بعد خروجه مهاجرا وبعد اختبائه في غار حراء ، وسيره على قدميه قاطعا صحراء قاحلة لا سحابة في سمائها ولا شجرة يستظل بها، ولا زاد عنده .

بأبي أنت وأمي يا رسول الله


صلوا عليه وسلموا


معاني الكلمات

الوضاءة : الحسن والنظافة
قسيم :جميل

الدعج : سواد العين مع سعتها
وطف : جمال شعرالحاجبين والعينين وكثافته

صحل : بحة جميلة

أزج : دقيق الحاجبين في طول
أقرن: مقرون الحاجبين
الرهط : تسعة نفر فأقل



معاني الكلمات من القاموس المحيط

والله من وراء القصد