يحكى أن هندياً مسلماً يعمل في اليمن سمع من اليمنيين بالحديث الشريف «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، فصار يردد هذا الحديث بهدف التودد إلى اليمنيين والتقرب منهم.
كان الهندي الذي يعمل محاسباً في شركة يمنية يفخر في رسائله إلى أهله بكونه يعمل في اليمن بلد الإيمان والحكمة. وكان مع كل رسالة يبعث بها إليهم يكتب على الغلاف: من اليمن بلد الإيمان والحكمة. وعندما عرضت عليه وظيفة أخرى في بلد آخر وبأجر مغرٍ رفضها وقال بأن الأجر الذي يتقاضاه في اليمن وإن كان زهيداً إلا أن أجره عند الله سيكون كبيراً كونه يعمل وسط أناس شهد لهم نبيه بالإيمان والحكمة.
ذات يوم اتجه الهندي الطيب إلى البنك لتحويل مبلغ من المال إلى أهله. كان قد أخذ المال ووضعه في جيب معطفه الداخلي واطمأن قبل دخوله البنك إلى وجوده.. عندما دخل ووقف أمام الموظف المختص امتقع وجهه من الرعب وقال مخاطباً موظف البنك بصوت يميل إلى البكاء: (يمن.. حكمة في.. إيمان ما في..)، وكان اللص من الحكمة إلى درجة أن الهندي لم يندهش عندما خرجت يده بيضاء من دون مال وإنما اندهش وتعجب واستغرب لأنه عندما حاول إدخال يده في جيبه لم يجد الجيب.

بقلم : عبدالكريم الرازحي
( السبت 21/11/1428هـ ) 01/ ديسمبر/2007 العدد : 2358