وجدتك أمامي...
في مقتبل العمر...
حين وصموني بالمراهق...
فتغلغلت في ذاتي ...
هكذا دونما استئذان...
سيطرت على منابع القوة في أحشائي...
واستسلمت لك جميع مصادر طاقاتي ...
دون مقاومة...
رسمتك في كل شيء...
وجعلت لك حيزا في كل تفاصيل حياتي...
حتى غدوت ركنا في خطط مستقبلي...
وجسرا للعبور بين واقعي وآمالي...
وممرا لتحقيق أهدافي...
ضُمِّنْتَ رسالة عاهدت نفسي على تحقيقها...
إيحاء يتردد بين خلايا دمي ... أن لا حياة إلا بك ومعك...
أعوام تمضي وأنا متعلق بأسمال أمل ...أنهكته السنين...
وكوكب أضاء لي دروب الشوق بدأ بالأفول...
فأفل معه كل جميل في حنايا مامضى من عمري...
وذبلت ورود أحلامي..
وتلاشى عبق عُطِّرَتْ به خطوات العمر...
وانكمش ظل الحياة المرتسم حول أحلامي...
فإذا الهجير يلسع عروقا تنبض بحبك...
ويستبد هجرك...ليصوم قلبي عن الكلام...
تهت بين كثبان الحياة وأعاصير الزمن...
ولهثت للحاق بك...
وأضعت سنين أخرى من حياتي...
ليدمى شوك غدرك...أقدام شوقي...
بعد أن ضللت الطريق إليك...
فوجدت مسلكا أدى بي إلى واحة غناء...
احتضنتني بخضرتها...
وغسلت همومي بمائها الدافئ...
وحفتني بعبير ورودها...
وأتخمتني بثمارها اليانعة...
فعشقتها ...ونسيت عذاباتك...
ولم أبرح خمائلها الوارفة...
فأخَذَتْ بيدي...
لأحقق ما تبقى من آمالي...
ولم يتبقى إلا أنت ...
بعد أن غدوت أمل لا حاجة لي في تحقيقه...
وحبا مصلب على طرقات الزمن وممراته...
وصرتُ كما تراني ... رغم أنف هجرك...
فليدم لك الهجر...
ولتدم لي واحتي الغناء...

همسة:
الحب الأول حلم يقظة.... والحب الأخير يقظة حلم

تحياتي