نشرت عليكِ ظلالها الأجفانُ
و حبتك دافئ حبها الأحضانُ

و أطال فيك العاشقون عناقهم
خوف الفراق و دمعهم هتانُ

رحلوا فما هجرت هواك قلوبهم
هيهات تهجر بحرها الشطآنُ

و تفرقت بهم الدروب إلى النوى
لكنما هم في الهوى جيرانُ

حفظوك سِفر محبةٍ و تدارسوا
آياته و كأنها قرآنُ

و استقبلوك بحبهم يا كعبةً
صلى و أمّ رحابها الوجدانُ

حجوا إليك بشعرهم و شعورهم
و دنَوا و ملء قلوبهم إيمانُ

يستمطرون سماك يا غيث الهوى
و شعارهم : نهواك يا جازانُ

صدقوا فإن هواك فيهم فطرة
درجوا عليها منذ كنتِ و كانوا

عشقوك قلباً واحداً ما منهمُ
إلا إليك تهزه الأشجانُ

جازان يا حلماً بعينَي شاعرٍ
يغفو فليل الحادثات أمانُ

يا طفلةً لبست قشيب ثيابها
يزهو بفتنة حسنها الفستانُ

و تغار منها الشمس في كبد السما
فتضم شاحب لونها الأكفانُ

أنت القصيدة ما سواك قصيدة
أوحى بديع بيانها الرحمنُ

أنت المَعين و ما سواك بلاقع
يسعى وراء سرابها الظمآنُ

أنت الخميلة و النسيم يزورها
عند الأصيل فترقص الأغصانُ

أنت الحياة و ما يعكر صفوها
كدر و ليس تشوبها الأحزانُ

ثملت بذكرك يا حبيبةُ أحرفي
و تراقصت في شعريَ الأوزانُ

و أتتك قافيتي تَمايل نشوةً
و الراح في كاساتها ألوانُ

فإذا سكرت فلست أول عاشقٍ
ملأتْ دِنان قصيده جازانُ
شعر : عميدالقوافي ( عبدالمطلب النجمي )