من مقلتيكِ و حتى منتهى النظرِ
مرابع العشق فيها أجمل الصورِ

ترنو إليك و في أحداقها أمل
ألا يطول انتظار الأرض للمطرِ

يا ربة الحسن ميلي نحوها فأنا
هناك أحلم أن تأتي على قدرِ

و امضي إليها فإن الصب في خطر
فاستنقذيه و ذودي داهم الخطرِ

يغالب الشوق و الأشواق غالبة
تذيب قلب الفتى لو كان من حجرِ

و يسفح الدمع من عين و قد قذيت
بالبين و الوجد و الأشجان و الكدرِ

سميره النجم و الأحلام خمرته
و شعره نغم ينساب من وترِِ

أنت التي أشعلت نار الهوى بدمي
و لم تعقّب و قد ناديتها انتظري

وليت مسرعة كالطيف ملتحفاً
جنح الظلام و ما خلّفت من أثرِ

لم تتركي لي سوى ذكراك أجرعها
كأساً دهاقاً من الغساق و الصبِرِ

أزرى بيَ العشق و العذال كم شمتوا
و سارت العيس بالمكنون من خبري

لولاك أنت و لولا الحب تيّمني
ما بحت للشمس أو أصغيت للقمرِ

كلا و لا هزني لحن و أطربني
عزف ابن دجلة في (أنشودة المطرِ)

إني هزارك ما نمّقت قافيةً
إلا أتتك تجر الذيل في خفرِ

و لا شدوت بأنغام الهوى سحراً
إلا سرت باسمك الأنسام في السحرِ

لك القصائد أغفو عن شواردها
و لا تجود سوى بالتّبر و الدررِ

بذلتها لك لا أبغي بها عِوضاً
إلا رضاك و هذا غاية الوطرِ

حسبي يقينك أني فيك أنظمها
قلائداً فالبسي ما شئت أو فذري



شعر : عميد القوافي ( عبدالمطلب النجمي )